هل تؤمن بأن الأنسان يُعاقب ويُثاب على أعماله في الدنيا قبل الآخرة؟
من كلام ابن الجوزي وغيره في العقوبة على الذنب:
1. أعظم المعاقبة أن لا يُحِسَّ المعاقب بالعقوبة.
2. وأشد منه أن يقع منه السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.
3. وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين، فرأيتُهم في عقوبات لا يحسون بها، فأول عقوباتهم: إعراضهم عن الحق شُغْلًا بالخلق، ومن خَفِيِّ عقوباتهم: سلب حلاوة المناجاة، ولذة التعبد.
4. فوا أَسَفَا لمضروب بالسياط ما يحس بالألم! ولمثخنٍ بالجراح، وما عنده من نفسه خبر! ولمتقلب في عقوبات ما يدري بها!
5. وتأخير العقوبة للآخرة علامة سوء، وتعجيلها في الدنيا علامة خيرية العبد. قال أبو سليمان الداراني: «كلما ارتفعت منزلة القلب كانت العقوبة إليه أسرع».
6. كل ظالم معاقَب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنب ذنبًا، وهو معنى قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء:23].
7. وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله، فظنَّ أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به هي عقوبة، وقد قال الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.
8. وربما كان العقاب العاجل معنويًا، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب! كم أعصيك ولا تعاقبني! فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري! أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟
9. فرُبَّ شخص أطلق بصره، فحُرِم اعتبار بصيرته، أو لسانه فحُرِم صفاء قلبه، أو آثر شبهة في مطعمة، فأظلم سِرُّه، وحُرِم قيام الليل وحلاوة المناجاة.
10. ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى -وإن قلَّ- إلا وجد عقوبته عاجلة أوآجلة، ومن الاغترار أن تسيء، فترى إحسانًا، فتظن أنك قد سومِحْتَ، وتنسى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]
11. الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي، فإن نارها تحت الرماد، وربما تأخرت العقوبة، ثم فجأت.
وربما جاءت مستعجلة، فيلبادر بإطفاء ما أوقد من نيران الذنوب، ولا ماء يطفئ تلك النار إلا ما كان من عين العين، لعل خصم الجزاء يرضى قبل أن يبُتَّ الحاكم في حُكْمِه.
12. وأنا أقول عن نفسي: ما نزَلَتْ بي آفة أو غَمٌّ أو ضيق صدر، إلا بزلل أعرفه، حتى يمكنني أن أقول: هذا بالشيء الفلاني، فينبغي للإنسان أن يترقب جزاء الذنوب، فقلَّ أن يسلم منه.
13. قال ابن الجوزي:
فإن قال قائل: قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] : خبر، فهو يقتضي ألا يتجاوز الله عن مذنب، وقد عرفنا قبول التوبة، والصفح عن الخاطئين؟
فجوابي من وجهين:
أحدهما: أنه يُحمَل على من مات مُصِرًّا، ولم يتب؛ فإن التوبة تجُبُّ ما قبلها.
والثاني: أنه على إطلاقه، وهو الذي أختاره أنا، وأستدل بالنقل والمعنى، فأما النقل؛ فإنه لما نزلت هذه الآية، قال أبو بكر: يا رسول الله! أو نجازى بكل ما نعمل؟ فقال: "ألستَ تمرض؟ ألستَ تحزن؟ أليس يصيبك اللأواء؟ فذلك ما تجزون به".
وأما المعنى، فإن المؤمن إذا تاب وندم، كان أسفه على ذنبه في كل وقت أقوى من كل عقوبة؛ فالويل لمن عرف مرارة الجزاء الدائم، ثم آثر لذة المعصية لحظة!
14. قال أبو سليمان الداراني: «لِترك الشهوة ثوابٌ، ولفعلها عقوبة، فإذا ندم رُفِعَتْ عنه العقوبة، وإن تمادى قامت عليه العقوبة».
1. أعظم المعاقبة أن لا يُحِسَّ المعاقب بالعقوبة.
2. وأشد منه أن يقع منه السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.
3. وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين، فرأيتُهم في عقوبات لا يحسون بها، فأول عقوباتهم: إعراضهم عن الحق شُغْلًا بالخلق، ومن خَفِيِّ عقوباتهم: سلب حلاوة المناجاة، ولذة التعبد.
4. فوا أَسَفَا لمضروب بالسياط ما يحس بالألم! ولمثخنٍ بالجراح، وما عنده من نفسه خبر! ولمتقلب في عقوبات ما يدري بها!
5. وتأخير العقوبة للآخرة علامة سوء، وتعجيلها في الدنيا علامة خيرية العبد. قال أبو سليمان الداراني: «كلما ارتفعت منزلة القلب كانت العقوبة إليه أسرع».
6. كل ظالم معاقَب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنب ذنبًا، وهو معنى قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء:23].
7. وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله، فظنَّ أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به هي عقوبة، وقد قال الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.
8. وربما كان العقاب العاجل معنويًا، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب! كم أعصيك ولا تعاقبني! فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري! أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟
9. فرُبَّ شخص أطلق بصره، فحُرِم اعتبار بصيرته، أو لسانه فحُرِم صفاء قلبه، أو آثر شبهة في مطعمة، فأظلم سِرُّه، وحُرِم قيام الليل وحلاوة المناجاة.
10. ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى -وإن قلَّ- إلا وجد عقوبته عاجلة أوآجلة، ومن الاغترار أن تسيء، فترى إحسانًا، فتظن أنك قد سومِحْتَ، وتنسى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]
11. الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي، فإن نارها تحت الرماد، وربما تأخرت العقوبة، ثم فجأت.
وربما جاءت مستعجلة، فيلبادر بإطفاء ما أوقد من نيران الذنوب، ولا ماء يطفئ تلك النار إلا ما كان من عين العين، لعل خصم الجزاء يرضى قبل أن يبُتَّ الحاكم في حُكْمِه.
12. وأنا أقول عن نفسي: ما نزَلَتْ بي آفة أو غَمٌّ أو ضيق صدر، إلا بزلل أعرفه، حتى يمكنني أن أقول: هذا بالشيء الفلاني، فينبغي للإنسان أن يترقب جزاء الذنوب، فقلَّ أن يسلم منه.
13. قال ابن الجوزي:
فإن قال قائل: قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] : خبر، فهو يقتضي ألا يتجاوز الله عن مذنب، وقد عرفنا قبول التوبة، والصفح عن الخاطئين؟
فجوابي من وجهين:
أحدهما: أنه يُحمَل على من مات مُصِرًّا، ولم يتب؛ فإن التوبة تجُبُّ ما قبلها.
والثاني: أنه على إطلاقه، وهو الذي أختاره أنا، وأستدل بالنقل والمعنى، فأما النقل؛ فإنه لما نزلت هذه الآية، قال أبو بكر: يا رسول الله! أو نجازى بكل ما نعمل؟ فقال: "ألستَ تمرض؟ ألستَ تحزن؟ أليس يصيبك اللأواء؟ فذلك ما تجزون به".
وأما المعنى، فإن المؤمن إذا تاب وندم، كان أسفه على ذنبه في كل وقت أقوى من كل عقوبة؛ فالويل لمن عرف مرارة الجزاء الدائم، ثم آثر لذة المعصية لحظة!
14. قال أبو سليمان الداراني: «لِترك الشهوة ثوابٌ، ولفعلها عقوبة، فإذا ندم رُفِعَتْ عنه العقوبة، وإن تمادى قامت عليه العقوبة».