شيخ محمد من فضلك اذكر لمحبيك وتلامذتك الحنابلة المبتدئين مقارنة بين زاد المستقنع ودليل الطالب وعمدة الفقه وعمدة الطالب وأخصر المختصرات ولو بالإجمال جزاك الله خيرا
الحمد لله وحده، وبعد:
فهذه المتون المذكورة في السؤال هي المتون الخمسة التي عليها المعول عند أصحابنا في الحفظ والتدريس للمبتدئين، وكلها متون مباركة، يحصل بها النفع، والتفضيل بينها نسبي، ليس أمرا نهائيا، وتختلف وجهة النظر في ترجيحها باعتبارات عدة، من دربة الناصح بأحدها، واهتمامه به أو بشروحه، أو عناية أهل بلده مشايخه به، وهكذا، والكلام في المقارنة بينها ومميزات كل بالتفصيل يطول، غير أني سأذكر شيئا مجملا كما طلبت أيها الفاضل، وقد عنيت بهذه المتون كلها عناية كبيرة، وقارنتها جميعا وزيادة: كلمة كلمة، والفضل لله، فأقول:
1- أما متن الزاد فمتن عظيم النفع، جم الفائدة، ينمي الملكة، ويقوي العقل، ويميزه إمامة مصنفه، وكونه مختصرا لأهم متن عن المتوسطين وهو الإقناع، الذي هو العمدة التي ابتنت عليها متون المتأخرين، ثم قد حظي بشرح لا نظير له في المتون المذكورة، وهو الروض المربع، وهذا الشرح هو البوابة الحقيقية لما بعده من شروح المطولات، كشرح المنتهى والكشاف ، وغيرهما، والكتاب بشرحه الروض= كتاب مبارك، كان عليه التعويل في التدريس في الأزهر الشريف، وفي السعودية، هذا غير ما امتاز به المتن من سبك فقهي متين، وكثر المسائل، ودقة العبارة،. .
.والحقيقة أنه لا يعدله متن آخر عندي، فهو المتن الذي حفظته وشرحته مرارا واعتنيت بشرحه عناية كبيرة.
ومما يميزه كذلك ما وضع عليه وعلى شرحه من حواش مفيدة، ولا سيما ابن فيروز والعنقري وابن قاسم، وعناية كثير من المعاصرين به وشرحه..
هذا ومخالفات الزاد لمعتمد المذهب كثيرة نوعا ما، لكن ذلك لا يعيبه، لأن الروض نبه على جملة كبيرة منها، تصريحا أو إشارة، ثم معتمدات التدريس تختلف عن معتمدات الفتيا والقضاء.،
2- أما دليل الطالب: فأحسن هذه المتون من حيث التقاسيم، فهو بديع في هذا الجانب جدا، ومما يميزه أنه مختصر للمنتهى، الذي هو عمدة المذهب عند المتأخرين، ومخالفات الدليل للمعتمد قليلة جدا، إضافة إلى أن له شروحا كثيرة بعضها حسن جدا، كحاشية ابن عوض التي هي شرح في الحقيقة، وشرح عبد الله المقدسي، وشرح العوفي وإن لم يكمل.
والمتن معتنى به في بلاد الشام وخدم وشرح وحشي عليه ونظم، وهو جدير بالعناية، وإن كان طويلا وكثير المسائل بما لا يليق للمبتدئ في أوله، ومما يؤخذ عليه إهمال بعض الأبواب فلم يذكرها أصلا، وقصر بعضها جدا وطول بعضها جدا، ومما يستغرب عليه أنه ذكر بعض التعليلات للمسائل، وهي طريقة خارجة عن صنعة المتون ولاسيما المختصرات.
وبالجملة فهو متن بديع مبارك.
3-أما عمدة الفقه للموفق فمتن مبارك سهل العبارة قريب المأخذ، وليس طويلا كسابقيه، ويمتاز بذكر بعض الأدلة النقلية، ولكنه لم يشرح شرحا يليق بالمبتدئين ويناسبهم، وله شرح ليس له نظير وهو شرح شيخ الإسلام ابن تيمية، لكنه لم يتم، وهو أيضا ليس للمبتدئين.
وعلى كل حال فهو متن يصلح مدخلا في البداية، ويصلح أيضا لمن يريد متنا بعيدا عن التعقيد الموجود في المختصرات، وله مخالفات كثيرة للمعتمد بطبيعة الحال، لكونه في طبقة المتوسطين.
4- أما عمدة الطالب للبهوتي، فمتن لذيذ مختصر نفيس ماتع نافع محرر، حذا فيه حذو الزاد بل تابعه بألفاظه مع اختصار وزيارات يسيرة، وهو يفوق الزاد في كونه لا يخالف المعتمد إلا نادرا، لأن البهوتي عمد إلى الزاد فعدل في عباراته وصحح ما خالف فيه المعتمد غالبا، ثم هو آخر مؤلفات الشيخ منصور رحمه الله، وهي ميزة لا يستهان بها، إضافة لشرحه النفيس المحرر: هداية الراغب للمحقق الشيخ عثمان، وهو شرح غاية النفاسة ولا سيما العبادات، وهو قريب من الروض المربع، لكنه أحسن منه سبكا.
وبالجملةفهذا المتن مما ينصح بحفظه واعتماده
فهذه المتون المذكورة في السؤال هي المتون الخمسة التي عليها المعول عند أصحابنا في الحفظ والتدريس للمبتدئين، وكلها متون مباركة، يحصل بها النفع، والتفضيل بينها نسبي، ليس أمرا نهائيا، وتختلف وجهة النظر في ترجيحها باعتبارات عدة، من دربة الناصح بأحدها، واهتمامه به أو بشروحه، أو عناية أهل بلده مشايخه به، وهكذا، والكلام في المقارنة بينها ومميزات كل بالتفصيل يطول، غير أني سأذكر شيئا مجملا كما طلبت أيها الفاضل، وقد عنيت بهذه المتون كلها عناية كبيرة، وقارنتها جميعا وزيادة: كلمة كلمة، والفضل لله، فأقول:
1- أما متن الزاد فمتن عظيم النفع، جم الفائدة، ينمي الملكة، ويقوي العقل، ويميزه إمامة مصنفه، وكونه مختصرا لأهم متن عن المتوسطين وهو الإقناع، الذي هو العمدة التي ابتنت عليها متون المتأخرين، ثم قد حظي بشرح لا نظير له في المتون المذكورة، وهو الروض المربع، وهذا الشرح هو البوابة الحقيقية لما بعده من شروح المطولات، كشرح المنتهى والكشاف ، وغيرهما، والكتاب بشرحه الروض= كتاب مبارك، كان عليه التعويل في التدريس في الأزهر الشريف، وفي السعودية، هذا غير ما امتاز به المتن من سبك فقهي متين، وكثر المسائل، ودقة العبارة،. .
.والحقيقة أنه لا يعدله متن آخر عندي، فهو المتن الذي حفظته وشرحته مرارا واعتنيت بشرحه عناية كبيرة.
ومما يميزه كذلك ما وضع عليه وعلى شرحه من حواش مفيدة، ولا سيما ابن فيروز والعنقري وابن قاسم، وعناية كثير من المعاصرين به وشرحه..
هذا ومخالفات الزاد لمعتمد المذهب كثيرة نوعا ما، لكن ذلك لا يعيبه، لأن الروض نبه على جملة كبيرة منها، تصريحا أو إشارة، ثم معتمدات التدريس تختلف عن معتمدات الفتيا والقضاء.،
2- أما دليل الطالب: فأحسن هذه المتون من حيث التقاسيم، فهو بديع في هذا الجانب جدا، ومما يميزه أنه مختصر للمنتهى، الذي هو عمدة المذهب عند المتأخرين، ومخالفات الدليل للمعتمد قليلة جدا، إضافة إلى أن له شروحا كثيرة بعضها حسن جدا، كحاشية ابن عوض التي هي شرح في الحقيقة، وشرح عبد الله المقدسي، وشرح العوفي وإن لم يكمل.
والمتن معتنى به في بلاد الشام وخدم وشرح وحشي عليه ونظم، وهو جدير بالعناية، وإن كان طويلا وكثير المسائل بما لا يليق للمبتدئ في أوله، ومما يؤخذ عليه إهمال بعض الأبواب فلم يذكرها أصلا، وقصر بعضها جدا وطول بعضها جدا، ومما يستغرب عليه أنه ذكر بعض التعليلات للمسائل، وهي طريقة خارجة عن صنعة المتون ولاسيما المختصرات.
وبالجملة فهو متن بديع مبارك.
3-أما عمدة الفقه للموفق فمتن مبارك سهل العبارة قريب المأخذ، وليس طويلا كسابقيه، ويمتاز بذكر بعض الأدلة النقلية، ولكنه لم يشرح شرحا يليق بالمبتدئين ويناسبهم، وله شرح ليس له نظير وهو شرح شيخ الإسلام ابن تيمية، لكنه لم يتم، وهو أيضا ليس للمبتدئين.
وعلى كل حال فهو متن يصلح مدخلا في البداية، ويصلح أيضا لمن يريد متنا بعيدا عن التعقيد الموجود في المختصرات، وله مخالفات كثيرة للمعتمد بطبيعة الحال، لكونه في طبقة المتوسطين.
4- أما عمدة الطالب للبهوتي، فمتن لذيذ مختصر نفيس ماتع نافع محرر، حذا فيه حذو الزاد بل تابعه بألفاظه مع اختصار وزيارات يسيرة، وهو يفوق الزاد في كونه لا يخالف المعتمد إلا نادرا، لأن البهوتي عمد إلى الزاد فعدل في عباراته وصحح ما خالف فيه المعتمد غالبا، ثم هو آخر مؤلفات الشيخ منصور رحمه الله، وهي ميزة لا يستهان بها، إضافة لشرحه النفيس المحرر: هداية الراغب للمحقق الشيخ عثمان، وهو شرح غاية النفاسة ولا سيما العبادات، وهو قريب من الروض المربع، لكنه أحسن منه سبكا.
وبالجملةفهذا المتن مما ينصح بحفظه واعتماده