يَ قلبها قلبي .. 6 }
-
-
بعد فترة سكوت طويلة قلت :
- قبل شهر تقريباً كنت طالع لأبو فهد في مواقف الكدادين وفجأة دوخت وأنا أسوق وصار لي حادث بسيط حتى السيارة ما تضررت ، بس بعد ماقعدت عند ابو فهد وتقهوينا وجيت بأروح طحت وأغمى علي وماصحيت إلا في المستشفى .
كانت جلطة خفيفة و الدكتور قال لازم أسوي قسطرة بس المشكلة كانت في الضغط عشان كذا تأجلت القسطرة كم يوم وطبعاً الكم يوم صارت شهر ، ويمكن كان صارت أكثر لو إني ما بدأت أتعب بشكل أكبر .
ويوم أخذت إجازة وقررت أسوي العملية كان الوقت قد فات والوضع تطور .
- ومتى كنت ناوي تعلمني بذا كله .
- لو إني سويت القسطرة ونجحت ماكان علمتك .
- وذلحين وش وضعك وشذا التطور اللي تقول عنه .
- الدكتور يقول الضغط غير مستقر ونتائج التحاليل بتطلع بكرة وبنعرف كل شيء .
- أمك وخواتك دارين ؟!
- وش أنا خبلت أعلمهم ، أصلاً وش الفايدة حتى لو دروا .
- بأنزل أجيب أذن عشان أقعد معك ، لازم أكون موجود لما جاك الدكتور بكرة .
كنت محتاج وجوده جنبي عشان كذا ما عارضت أبداً . رقدت بعد ما طلع بدون ما أحس وما زد صحيت إلا الساعة ١٠ بس مالقيته جنبي ، فتحت جوالي وكلمته وقال إنهم رفضوا ولازد خلوه يطلع .
وبعد ماقفلت تذكرت إن حن أخر الشهر وإني ما حولت لأمي فلوس وأكيد إنها بتكون معصبة رجعت ودقيت عليه وقبل ما أتكلم قال
-نسيت ما أقولك عاد أمك قفلت ذلحين سألتني وين حن مسافرين وكالعادة لعنتنا وسكرت في وجهي .
ضحكت وقلت :- ولانشدت مني ؟
- بلا قالت إنها تدق عليك وجوالك مقفل و قالت محتاجين فلوس ، وقد حولت لها اللي تبغاه .
قفلت منه ونزلت أبغى الحديقة وقلت ومن مرة بأمر أشوف أبو خالد وش صار عليه بس لقيت خالد في السيب اللي مقابل العناية لحاله ، وصلت وقعدت جنبه
وسألته وش هو يسوي وليش ماراح البيت بس مارد علي . وبعد فترة رجعت سألته ايش صار على ابيه بس مارد هزيته من كتفه وقلت :
- خالد أنت بخير ؟
- عاد إبيك عايش ؟
رديت بإستغراب - لا .
- كيف قدرت تعيش بدونه .
-إبيك بخير وبكره بيطلع من المستشفى وبتعيشون مع بعض سنين طويلة .
- كيف مات إبيك ؟!
نزلت دمعتي بدون ما أحس مدري هي على أسألة خالد ووضعه ولا على إبي . مسحتها بسرعة قبل ينتبه ومع ذلك شافها وسألني .
- كنت تحبه كثير صح ؟!
- إنت محظوظ يا خالد تدري ليش ؟
- ليش ؟!
-لأن إبيك حتى لو راح وخلاك بيروح وهو عارف إنك تحبه وعارف إنك حاولت كثير عشان تساعده يتخطى الوجع وعارف إنه أهم شخص عندك في الدنيا كلها .
أنا كنت أحب إبي بس ولا مرة أحترمته ولا مرة بينت له إنه يهمني كنت أعامل الناس اللي ما أعرفهم أحسن منه ، كنت أكذب عليه وعلى نفسي وأقول إني أكرهه .
كنت أتكلم وأنا ماسك دموعي ثم حطيت يدي على كتفته وقلت - خلك قوي مهما صار وتأكد ربي مستحيل يختار لنا غير الخير .
ابتسم إبتسامته الغريبة وطلبني رقم جوالي سجلته في جهازة ، ثم أستأذنت منه وخرجت الحديقة.
أول ماقعدت داهمتني الذكريات وبدأت تلعب بي ، تذكرت اليوم اللي وصلنا في خبر وفاة " إبي "و كيف كانت أمي تبكي بحرقة وكيف كنت مستغرب بكائها مع إنها طول الـ ١٧سنة اللي هي عبارة عن عمري زرعت في داخلي كره وحقد عظيم له ولزوجته وبناته .
تذكرت كيف رحت مع الشرطة ودخلت البيت وكيف كان منظرهم وهم محترقين . المنظر اللي سرق الحياة من داخلي سنين .
-
-
يتبع ..
-
بعد فترة سكوت طويلة قلت :
- قبل شهر تقريباً كنت طالع لأبو فهد في مواقف الكدادين وفجأة دوخت وأنا أسوق وصار لي حادث بسيط حتى السيارة ما تضررت ، بس بعد ماقعدت عند ابو فهد وتقهوينا وجيت بأروح طحت وأغمى علي وماصحيت إلا في المستشفى .
كانت جلطة خفيفة و الدكتور قال لازم أسوي قسطرة بس المشكلة كانت في الضغط عشان كذا تأجلت القسطرة كم يوم وطبعاً الكم يوم صارت شهر ، ويمكن كان صارت أكثر لو إني ما بدأت أتعب بشكل أكبر .
ويوم أخذت إجازة وقررت أسوي العملية كان الوقت قد فات والوضع تطور .
- ومتى كنت ناوي تعلمني بذا كله .
- لو إني سويت القسطرة ونجحت ماكان علمتك .
- وذلحين وش وضعك وشذا التطور اللي تقول عنه .
- الدكتور يقول الضغط غير مستقر ونتائج التحاليل بتطلع بكرة وبنعرف كل شيء .
- أمك وخواتك دارين ؟!
- وش أنا خبلت أعلمهم ، أصلاً وش الفايدة حتى لو دروا .
- بأنزل أجيب أذن عشان أقعد معك ، لازم أكون موجود لما جاك الدكتور بكرة .
كنت محتاج وجوده جنبي عشان كذا ما عارضت أبداً . رقدت بعد ما طلع بدون ما أحس وما زد صحيت إلا الساعة ١٠ بس مالقيته جنبي ، فتحت جوالي وكلمته وقال إنهم رفضوا ولازد خلوه يطلع .
وبعد ماقفلت تذكرت إن حن أخر الشهر وإني ما حولت لأمي فلوس وأكيد إنها بتكون معصبة رجعت ودقيت عليه وقبل ما أتكلم قال
-نسيت ما أقولك عاد أمك قفلت ذلحين سألتني وين حن مسافرين وكالعادة لعنتنا وسكرت في وجهي .
ضحكت وقلت :- ولانشدت مني ؟
- بلا قالت إنها تدق عليك وجوالك مقفل و قالت محتاجين فلوس ، وقد حولت لها اللي تبغاه .
قفلت منه ونزلت أبغى الحديقة وقلت ومن مرة بأمر أشوف أبو خالد وش صار عليه بس لقيت خالد في السيب اللي مقابل العناية لحاله ، وصلت وقعدت جنبه
وسألته وش هو يسوي وليش ماراح البيت بس مارد علي . وبعد فترة رجعت سألته ايش صار على ابيه بس مارد هزيته من كتفه وقلت :
- خالد أنت بخير ؟
- عاد إبيك عايش ؟
رديت بإستغراب - لا .
- كيف قدرت تعيش بدونه .
-إبيك بخير وبكره بيطلع من المستشفى وبتعيشون مع بعض سنين طويلة .
- كيف مات إبيك ؟!
نزلت دمعتي بدون ما أحس مدري هي على أسألة خالد ووضعه ولا على إبي . مسحتها بسرعة قبل ينتبه ومع ذلك شافها وسألني .
- كنت تحبه كثير صح ؟!
- إنت محظوظ يا خالد تدري ليش ؟
- ليش ؟!
-لأن إبيك حتى لو راح وخلاك بيروح وهو عارف إنك تحبه وعارف إنك حاولت كثير عشان تساعده يتخطى الوجع وعارف إنه أهم شخص عندك في الدنيا كلها .
أنا كنت أحب إبي بس ولا مرة أحترمته ولا مرة بينت له إنه يهمني كنت أعامل الناس اللي ما أعرفهم أحسن منه ، كنت أكذب عليه وعلى نفسي وأقول إني أكرهه .
كنت أتكلم وأنا ماسك دموعي ثم حطيت يدي على كتفته وقلت - خلك قوي مهما صار وتأكد ربي مستحيل يختار لنا غير الخير .
ابتسم إبتسامته الغريبة وطلبني رقم جوالي سجلته في جهازة ، ثم أستأذنت منه وخرجت الحديقة.
أول ماقعدت داهمتني الذكريات وبدأت تلعب بي ، تذكرت اليوم اللي وصلنا في خبر وفاة " إبي "و كيف كانت أمي تبكي بحرقة وكيف كنت مستغرب بكائها مع إنها طول الـ ١٧سنة اللي هي عبارة عن عمري زرعت في داخلي كره وحقد عظيم له ولزوجته وبناته .
تذكرت كيف رحت مع الشرطة ودخلت البيت وكيف كان منظرهم وهم محترقين . المنظر اللي سرق الحياة من داخلي سنين .
-
-
يتبع ..