حياة في الظل .. ١٠ }
-
-
اتفقت أنا والدكتور - خالد - على دخوله للمستشفى لتلقي العلاج بإنتظام ولأنه دكتور معروف طلبنا أن يتم علاجه بسرية تامة .
وبعد أن وصلنا إلى جناحه الخاص طلب مني مجدداً الإعتناء بأخته ومساعدتها،
وقبل أن أغادره سألته إن كاد يود الإعتذار بشأن - سهام - ضحك طويلاً وقال : كنت أتمنى أن تغادري قبل أن تتذكري هذا ، اعتذر طويلاً عن رسائله وعن القصة التي اختلقها ثم سألته إن كان بإمكاني الإحتفاظ بالرسائل فلم يعارض .
وصلت إلى المنزل منهكة كانت والدتي وسحر تنتظراني وبعد أن صعدت والدتي للنوم وبقيت أنا و- سحر - وحدنا سألتها عن حالها وكنت أقصد بسؤالي أنا أجعلها تتحدث لتزيح شيئاً مما أرقها سنيناً طويلة .
وتفاجأت حين علمت أن سهام هو اسم والدتها ، والتي في بعض فترات حياتها تمنت لو أنها هي من قتلها لا - خالد - قالت : كانت تحبه أكثر مني لا بل كانت تقدسه وانظري ماذا فعل لقد قتلها ، حتى والدي سخر حياته لأجله وتناسى أني موجودة ،
والدي الذي مات مكموداً بسببه ، نعم مات حين اكتشف أنه يعاني من انفصام في الشخصية ، مات حين علم أن كل محاولاته باءت بالفشل .
ثم أخذت تضحك وأنا أتظاهر بعدم رؤيتها لأني أعلم جيداً أن وراء تلك الضحكات الضعيفة الكثير من الدموع ، بدأت بالبكاء وعادت لتقول : لم يبدأ بضربي إلا حين أخبرته أني ممتنة له لأنه قتلها ، .
كنت أريده أن يقتلني لكنه اكتفى بضربي وبإستخدامي كوسيلة ليتناسى بها فعلته .
بعد أن أفرغت بعضاً مما في داخلها أبلغتها صادق اعتذارته ووعوده التي قطعها على نفسه حين يخرج من المصحة تجاهها ، وبأنه يريدها أن تكمل جلسات علاجها لدي . وعدتها بأنها ستكون أختي وإن شاءت فبنتي وأني لن أتخلى عنها أبداً .
بعد أن صعدت هي الأخرى للنوم أخرجت رسائله من حقيبتي وأعدت قرائتها للمرة الثالثة . تذكرت نظراته الخجلى حين قال: فعلت هذا مرغماً وكنت أتمنى في أعماقي أن تكتشفي أني من يرسلها لتساعديني .
والحمد لله أن اكتشافك لهذا لم يطل .
استيقظت في الصباح على اتصال من - فاطمة - كان فضولها سيدفعها للمجيء لولا أن الطقس بارد وطفلها لايزال صغيراً ،
تناولت فطوري باستعجال ثم حملت الرسائل وانطلقت إليها ، ناقشنا الرسائل وتحدثنا طويلاً عن مرض - اضطراب انفصال الهوية - وأن الجريمة التي ارتكبها - خالد- في صغره وعدم تلقيه العلاج النفسي الملائم ثم دراسته للطب النفسي ومخالطته للمرضى كلها عوامل ساعدت في تطور حالته .
بعد أن شربنا الشاي واستيقظ - ماجد - قالت وبدون مقدمات : أنا آسفة لقد كنت قاسية معك في أخر مرة كنتِ فيها هنا ، لم أدعها تكمل فهي بحديثها هذا ذكرتني ماكنت قد نويت فعله وبحماسة غير معهودة مني قفزت بقربها بفرح وأخبرتها عن نيتي لتبني طفلة لم تتحمس للفكرة حتى أنها رفضت وقالت أن والدتي ستفعل المثل لكن رأيها لم يغير من قراري شيء،
ذكرتها بأني وبعد آن تخليت عن طفلي منذ سنوات لن أستطيع أن أكون أماً إلا بهذة الطريقة . فعملية اجهاضي الخطيرة سبب لي تلفاً يصعب شفاؤه .
بعد يومين من حديثي مع - فاطمة - امتلكت الجرأة لمصارحة والدتي برغبتي في التبني وكانت فرحتها عارمة وخابت توقعاتي برفضها حتى أنها كانت متحمسةً أكثر مني ، ذهبنا جميعاً أنا وهي وسحر إلى دار الأيتام وتبنيت طفلة كالقمر لا بل تفوقه جمالاً وكان اسمها - فرح - وأتفقنا ثلاثتنا أننا سنعيش معها ولها حياة ملؤها الفرح .
-
-
تمت ..
ياسمين الناصر ١٧-٦-١٤٣٦هـ
-
اتفقت أنا والدكتور - خالد - على دخوله للمستشفى لتلقي العلاج بإنتظام ولأنه دكتور معروف طلبنا أن يتم علاجه بسرية تامة .
وبعد أن وصلنا إلى جناحه الخاص طلب مني مجدداً الإعتناء بأخته ومساعدتها،
وقبل أن أغادره سألته إن كاد يود الإعتذار بشأن - سهام - ضحك طويلاً وقال : كنت أتمنى أن تغادري قبل أن تتذكري هذا ، اعتذر طويلاً عن رسائله وعن القصة التي اختلقها ثم سألته إن كان بإمكاني الإحتفاظ بالرسائل فلم يعارض .
وصلت إلى المنزل منهكة كانت والدتي وسحر تنتظراني وبعد أن صعدت والدتي للنوم وبقيت أنا و- سحر - وحدنا سألتها عن حالها وكنت أقصد بسؤالي أنا أجعلها تتحدث لتزيح شيئاً مما أرقها سنيناً طويلة .
وتفاجأت حين علمت أن سهام هو اسم والدتها ، والتي في بعض فترات حياتها تمنت لو أنها هي من قتلها لا - خالد - قالت : كانت تحبه أكثر مني لا بل كانت تقدسه وانظري ماذا فعل لقد قتلها ، حتى والدي سخر حياته لأجله وتناسى أني موجودة ،
والدي الذي مات مكموداً بسببه ، نعم مات حين اكتشف أنه يعاني من انفصام في الشخصية ، مات حين علم أن كل محاولاته باءت بالفشل .
ثم أخذت تضحك وأنا أتظاهر بعدم رؤيتها لأني أعلم جيداً أن وراء تلك الضحكات الضعيفة الكثير من الدموع ، بدأت بالبكاء وعادت لتقول : لم يبدأ بضربي إلا حين أخبرته أني ممتنة له لأنه قتلها ، .
كنت أريده أن يقتلني لكنه اكتفى بضربي وبإستخدامي كوسيلة ليتناسى بها فعلته .
بعد أن أفرغت بعضاً مما في داخلها أبلغتها صادق اعتذارته ووعوده التي قطعها على نفسه حين يخرج من المصحة تجاهها ، وبأنه يريدها أن تكمل جلسات علاجها لدي . وعدتها بأنها ستكون أختي وإن شاءت فبنتي وأني لن أتخلى عنها أبداً .
بعد أن صعدت هي الأخرى للنوم أخرجت رسائله من حقيبتي وأعدت قرائتها للمرة الثالثة . تذكرت نظراته الخجلى حين قال: فعلت هذا مرغماً وكنت أتمنى في أعماقي أن تكتشفي أني من يرسلها لتساعديني .
والحمد لله أن اكتشافك لهذا لم يطل .
استيقظت في الصباح على اتصال من - فاطمة - كان فضولها سيدفعها للمجيء لولا أن الطقس بارد وطفلها لايزال صغيراً ،
تناولت فطوري باستعجال ثم حملت الرسائل وانطلقت إليها ، ناقشنا الرسائل وتحدثنا طويلاً عن مرض - اضطراب انفصال الهوية - وأن الجريمة التي ارتكبها - خالد- في صغره وعدم تلقيه العلاج النفسي الملائم ثم دراسته للطب النفسي ومخالطته للمرضى كلها عوامل ساعدت في تطور حالته .
بعد أن شربنا الشاي واستيقظ - ماجد - قالت وبدون مقدمات : أنا آسفة لقد كنت قاسية معك في أخر مرة كنتِ فيها هنا ، لم أدعها تكمل فهي بحديثها هذا ذكرتني ماكنت قد نويت فعله وبحماسة غير معهودة مني قفزت بقربها بفرح وأخبرتها عن نيتي لتبني طفلة لم تتحمس للفكرة حتى أنها رفضت وقالت أن والدتي ستفعل المثل لكن رأيها لم يغير من قراري شيء،
ذكرتها بأني وبعد آن تخليت عن طفلي منذ سنوات لن أستطيع أن أكون أماً إلا بهذة الطريقة . فعملية اجهاضي الخطيرة سبب لي تلفاً يصعب شفاؤه .
بعد يومين من حديثي مع - فاطمة - امتلكت الجرأة لمصارحة والدتي برغبتي في التبني وكانت فرحتها عارمة وخابت توقعاتي برفضها حتى أنها كانت متحمسةً أكثر مني ، ذهبنا جميعاً أنا وهي وسحر إلى دار الأيتام وتبنيت طفلة كالقمر لا بل تفوقه جمالاً وكان اسمها - فرح - وأتفقنا ثلاثتنا أننا سنعيش معها ولها حياة ملؤها الفرح .
-
-
تمت ..
ياسمين الناصر ١٧-٦-١٤٣٦هـ