رجل فقير تعاني زوجته من أزمة صحية حاده ،تتطلب علاجا سريعا بدواء معين ،ولا يستطيع الزوج شراء الدواء لارتفاع ثمنه هل تؤيد أن يسرق الرجل الدواء من الصيدليه ؟
ذكرتني بحوار شيق دار بيني وبين صديق بين امتحانين -الحوار لا الصديق- كلاهما اتفه من صاحبه واقل منه أثرًا لكن الحوار الذي وقع بينهما وقع في قلبي موقعا لا يقعها إلا الطعام الطيب بين نصفي رغيف :D
ـ ــ ـ
كان نقاشنا يومها عن معنى الشرف وأخذ صديقي يروي ليه قصة ديكارت وماذا فعل حينما طلب منه أصدقاؤه أن يختبر الشرف لهم وكان رأيه ألا وجود للشرف
خلاص ما فعل أن طلب منهم أشرف الناس فأخبروه برجل فقير ، فوضع في طريقه مالًا فلم يأخذه الرجل
ثم وضع شيئا من الطعام الفاسد أو السم في طعام الرجل فمرض ، ووضع في طريقه مالًا ، فلم يأخذه الرجل
ثم فعل ذات الشيء بابنة الرجل الصغيرة ، فلما مرضت ووجد الرجل المال ، أخذه آسفا مضطرًا لينفقه على علاج ابنته
فقال ديكارت الآن تعلمون ألا وجود للشرف
ـ ـ ـ ـ
أذكر أنني قلت لصديقي يومها لقد أراد ديكارت أن ينفي وجود الشرف فنفاه أول ما نفاه عن نفسه !!
ـ ـ ـ ـ
يومها لم يسعفنا الوقت بين الامتحانين لكي أوضح له رأي الاسلام في هذا الموقف وكيف أباح الاسلام أخذ مال اللقطة بشروط تجدها هنا
http://www.alukah.net/sharia/0/6642/
وأنه لو احتاج المال ابيح له أن ينفق منه ويرده كاملا اذا جاء صاحبه
وأن الفقر ليس عيبا ، ولا بمنتقص للشرف وليس بمنتقص للشرف أخذ اللقطة خصوصا اذا دعت الحاجة لذلك
ـ ــ ـ ـ ـ
اعذرني على الاطالة فقد بعدت قليلا وهذا طبعي:D
أما عن سؤالك فله أمور أخرى
فلا يجوز له من رأيي أن يعدوا على مال فرد يقف في صيدلية ليأخذ منه الدواء
وله حلول أخرا
منها العلاج المجاني على نفقة الدولة لكن به من العيوب وبطء الحركة وبيروقراطية كل شيء ما به
ومنها أن يسأل صاحب الصيدلية العلاج بالمجان فبعضهم يفعل ذلك ، أو أن يذهب إلى فاعلي الخير أو الجمعيات الخيرية
ـ ـ
وقد انتشر بين الناس قول على لسان أبي ذر ولا نعلم له أصلا
"عجبت لمن لم يجد طعاما أو قوت يومه كيف لا يخرج على الناس بسيفه"
وهو قول مردود
وأجمل منه وأفصح
قول الإمام ابن حزم في كتابه المحلى عن هذا المعنى بقوله: "إنه إذا مات رجل جوعا في بلد اعتبر أهله قتلَة، وأخذت منهم دية القتيل، -ويضيف ابن حزم بأن للجائع عند الضرورة أن يقاتل في سبيل حقه في الطعام الزائد عند غيره "فإن قُتِل -أي الجائع- فعلى قاتله القصاص، وإن قتل المانع فإلى لعنة الله لأنه منع حقا وهو طائفة باغية".انظر الإمام ابن حزم، المحلى، الجزء السادس، المسألة رقم 725 ص226 و227.
206
ـ ـ
وما رواه أبو سعيد الخدري
قال أبو سعيد الخدري: كنا في سفر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان معه فضل ظهر "دابة" فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له))؛ رواه مسلم. وهذا يستدل به على ما ذهب اليه ابن حزم من جواز القتال لأجل الفقر والفاقة.
ـ ـ ـ ـ ـ
“لو تراحم الناس لما كان بينهم جائع ولامغبون، ولامهضوم..
ولأقفرت الجفون من المدامع..
ولا طمأنت الجنوب في المضاجع..
ولمحت الرحمة الشقاء من المجتمع..
كما يمحو لسان الصبح مدام الظلام.”
― مصطفى لطفي المنفلوطي, النظرات
ـ ــ ـ
كان نقاشنا يومها عن معنى الشرف وأخذ صديقي يروي ليه قصة ديكارت وماذا فعل حينما طلب منه أصدقاؤه أن يختبر الشرف لهم وكان رأيه ألا وجود للشرف
خلاص ما فعل أن طلب منهم أشرف الناس فأخبروه برجل فقير ، فوضع في طريقه مالًا فلم يأخذه الرجل
ثم وضع شيئا من الطعام الفاسد أو السم في طعام الرجل فمرض ، ووضع في طريقه مالًا ، فلم يأخذه الرجل
ثم فعل ذات الشيء بابنة الرجل الصغيرة ، فلما مرضت ووجد الرجل المال ، أخذه آسفا مضطرًا لينفقه على علاج ابنته
فقال ديكارت الآن تعلمون ألا وجود للشرف
ـ ـ ـ ـ
أذكر أنني قلت لصديقي يومها لقد أراد ديكارت أن ينفي وجود الشرف فنفاه أول ما نفاه عن نفسه !!
ـ ـ ـ ـ
يومها لم يسعفنا الوقت بين الامتحانين لكي أوضح له رأي الاسلام في هذا الموقف وكيف أباح الاسلام أخذ مال اللقطة بشروط تجدها هنا
http://www.alukah.net/sharia/0/6642/
وأنه لو احتاج المال ابيح له أن ينفق منه ويرده كاملا اذا جاء صاحبه
وأن الفقر ليس عيبا ، ولا بمنتقص للشرف وليس بمنتقص للشرف أخذ اللقطة خصوصا اذا دعت الحاجة لذلك
ـ ــ ـ ـ ـ
اعذرني على الاطالة فقد بعدت قليلا وهذا طبعي:D
أما عن سؤالك فله أمور أخرى
فلا يجوز له من رأيي أن يعدوا على مال فرد يقف في صيدلية ليأخذ منه الدواء
وله حلول أخرا
منها العلاج المجاني على نفقة الدولة لكن به من العيوب وبطء الحركة وبيروقراطية كل شيء ما به
ومنها أن يسأل صاحب الصيدلية العلاج بالمجان فبعضهم يفعل ذلك ، أو أن يذهب إلى فاعلي الخير أو الجمعيات الخيرية
ـ ـ
وقد انتشر بين الناس قول على لسان أبي ذر ولا نعلم له أصلا
"عجبت لمن لم يجد طعاما أو قوت يومه كيف لا يخرج على الناس بسيفه"
وهو قول مردود
وأجمل منه وأفصح
قول الإمام ابن حزم في كتابه المحلى عن هذا المعنى بقوله: "إنه إذا مات رجل جوعا في بلد اعتبر أهله قتلَة، وأخذت منهم دية القتيل، -ويضيف ابن حزم بأن للجائع عند الضرورة أن يقاتل في سبيل حقه في الطعام الزائد عند غيره "فإن قُتِل -أي الجائع- فعلى قاتله القصاص، وإن قتل المانع فإلى لعنة الله لأنه منع حقا وهو طائفة باغية".انظر الإمام ابن حزم، المحلى، الجزء السادس، المسألة رقم 725 ص226 و227.
206
ـ ـ
وما رواه أبو سعيد الخدري
قال أبو سعيد الخدري: كنا في سفر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان معه فضل ظهر "دابة" فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له))؛ رواه مسلم. وهذا يستدل به على ما ذهب اليه ابن حزم من جواز القتال لأجل الفقر والفاقة.
ـ ـ ـ ـ ـ
“لو تراحم الناس لما كان بينهم جائع ولامغبون، ولامهضوم..
ولأقفرت الجفون من المدامع..
ولا طمأنت الجنوب في المضاجع..
ولمحت الرحمة الشقاء من المجتمع..
كما يمحو لسان الصبح مدام الظلام.”
― مصطفى لطفي المنفلوطي, النظرات
Liked by:
Radwa
احمد الزكى
Yasmin Mahany
sama7 3assem
