الألم - كيف يحضر في الوقت الذي أعلم بأنني لم أعد أكترث لأي شيء أو أحد .. كيف لشعور كهذا أن يحدث في غمرة اللامبالاة هذه .. وهذا هو أسوء شيء نتج عن حبي الأول ،، أن مشاعري تخبطت .. لم أعد أعلم ما أريد ،، لقد اختلط الحابل بالنابل، ووقعت في عقدة مشاعر متشابكة في كومة هائلة ومخيفة .. وهذا الألم القليل والمستمر قد يكون عائدا لكوني لم أعد قادرا على الشعور بطريقة واضحة. وبسبب تخبطي النفسي هذا وروحي المضربة أتمنع دائما عن إيقاع شخص معي في هذه الدوامة التي وحدي أفهمها ومن الصعب جدا على الآخرين أن يتعايشوا معها ومن الصعب جدا لي أن أغيرها وأعود شخصا مختلفا،، لطيفا وهادئا ومحبا غيورا ذو عاطفة جياشة وروح طفولية.. فأرتدي رداء الواقعي وأضع على ملامحي نظرة عبوس وأفكر مليا أنني لا أستطيع أن أعد أي أحد بشيء في ظل الظروف الحياتية التي بالكاد تتحملني.#مُنهك
لم أستطع أن أتصالح مع أمر الحب مجددا أو الحياة مع شريكة ضمن محيط ضيق للغاية، لذلك كنت صريحا جدا حين كررت قولي: أنه لا يمكنني أن أحب مجددا وأنني لا أستطيع أن أكن أي نوع من المشاعر الجميلة تجاه أي فتاة.. حتى وفي حالة أظهرت شيئا من الاهتمام إلا أنني أبقى جافا وقاسيا وساخرا في أغلب الأوقات، وأحاول أن أجعله (أي الاهتمام) غير مباشر.. لم يستطع عقلي خلق فكرة واضحة لهذا الأمر ،، في ظل عجز قلبي التام في السيطرة على رغباته وعاطفته التي ما تلبث أن تعري شخصيتي أمام إحداهن لترحل -بأعذار العلاقات المؤقتة- تاركة خلفها الفراغ ذاته الذي ملأت جزءا منه .. والذي مع مرور الوقت بات شيئا معتادا ولم يغير من حقيقة الأمر شيء. ورغم أنني لم أصرح بمشاعري وأنني تمنعت في ثلاث مرات عن الوقوع بالحب،، لكنني في نهاية المطاف تألمت لحد ما. وأتفاجئ من هذا الشعور الغريب!
لكنني تألمت لحد ما في هذه العلاقات المتتالية وذلك إما لأنني كنت أرى في بعضهن انعاكسات الحب الأول ،، الخطوات ذاتها ،، الكذبات نفسها ،، المزيد من الهراء الذي أقابله بحسن ولطف شديد -والذي تعلمت ألا أعطيه فيما بعد- ، أو لأنني لم أعد صالحا لأعطي الكثير من العاطفة والمشاعر والاهتمام بالحجم الذي يتمناه الطرف الآخر ويرغب به....
بعد انتهاء حبي الأول شعرت بالعاطفة تجاه عدد من الفتيات، وليس الأمر فيما إن كانت عاطفة صادقة أو كاذبة ،، ففي النهاية لم يكن أي شعور منها يشبه بحجمه المرة الأولى والتجربة البريئة .. وكلها كانت تجارب عابرة تقتصر على القليل من الأحاديث والتي تنتهي بإرتباط الطرف الآخر أو بالوصول لمرحلة انتهاء الشغف والانجذاب الأولي والسقوط في مرحلة الملل وتكرار الأحاديث اليومية ذاتها.....
أنا أكره الأحاديث الصغيرة . أريد أن أتحدث عن الذرات ، عن الموت ، عن الكائنات الفضائية ، عن السحر ، عن الفكر ، عن معنى الحياة ، عن المجرات البعيدة. عن الموسيقى التي تجعلك تشعر في مزاج مختلف ، عن ذكريات الأكاذيب التي قلتها ، عن عيوبك ، عن الروائح المفضلة لديك ، عن طفولتك ، عن الأشياء التي تحافظ عليك في الليل وعن عدم الأمان والمخاوف. انا أحب الأشخاص الذين لديهم عمق ، الذين يتحدثون عن العاطفة من عقل منحرف ..
صباح الخير لصدرك المكتظ بالأحاديث ، صباح الخير لوجهك البشوش ، صباح الخير لصبرك وظنك بالله خيراً 💛.
- صباح الخير لك يا لطيف : سَيختَلِفُ كُلُّ شيء حينَ تُحاولُ الابتِسامَ من قلبك ، حينَ ترى الأشياءَ بحَجمِها الطَّبيعي ، حينَ لا تفزَعُ للحياةِ لأنَّ للحياةِ ربًّا أكبر ، ربًّا يَرعاك .!🤍🌸