"أَتحسسُ وجود قلبي بينَ اللحظة والأخرى، أتحاشى التفكير ما إستطعت،ويبدو أننّا لا نفعلُ إلا ما نتحاشاه، أهمس لنفسي، أنه لابأس، وأصرُ على ذلك ولكنني أعلم أنه حقاً، بأس.
فشلت في الهرب من التقويم وواجهني الواقع ووجدت نفسي بداخل شهر ديسمبر أتخبط وأحاول تجاهله قبل الوصول إلى اليوم أعرف أنه لا مفر منه ولا نجاة وأعرف أنني على هذا الحال منذ سنوات وهذا السيناريو يتكرر ولكن لا أعلم لماذا أتألم وكأنها أول سنة تمر وأنت لست معي كل سنة وأنا أتجرع ألم فقدانك كل سنة وإدراكي وإستيعابي بأنك خسارة كبيرة يزداد رغم معرفتي أن الأوان قد فات ولن تعود مجدداً لقد كنت كاملاً وأنت معي ولم أكن أخاف من شيء والآن خسائري كبيرة وكثيرة ولم يبقى مني إلا بقايا روحٍ محترقة ومرهقة
لم يعد في المحطة إلا الفوانيس خافتة وخريفٌ بعيدٌ .. بعيد كأنك كل الذين أرادوا الصعود ولم يستطيعوا أو انتظروا وتترك حزنك بين المقاعد ترجوه يُسرق، تعطي لوجهك صمتا كعود ثقاب نديّ
هكذا يمضي وقتي أستمع إلى الموسيقى أشرب أقداحًا متتالية من القهوة أنظر إلى حياتي من بعيد كضيف شرفٍ في حلقة واحدة يا لزيّف الأشياء التي كُنت فيها أدخل في سُباتٍ صمّتِي أتفكر وأجمعُ حصَاد خيباتي أنظُر للأعلى لسقف غُرفتي، للسماء كي لا تبذر مني دمعةٌ أُخرى.