مرّة أصابني اليأسُ وعزمتُ أن أقطع الدّعاء.. مرضتُ بعدها مرضًا شديدًا فدعوته أن يكشف البأس، فشفيت فعلمتُ أنّ الله معي مرّة نمتُ يائسًا أظنّها نهايتي استيقظتُ صباحًا فوجدتُ كل شيءٍ قَد عاد لمكانه فعلمتُ أن الله معي مرّة ظلمتُ نفسي وعصيتُ الله يئستُ من رحمته فرأيت في اليوم نفسه (وربّك الغفور ذو الرّحمة) فعلمت أنّ الله معي الله كان معي دائمًا في امتداد السهر وشُغل النهار في نشوة القلب وضجره في عبء الحياة في أَمسي المنقضي وحاضري في عنفوان الصِبا في العافية والمَرض والبكاء في وحدتي وخلواتي لم يتركني يومًا لفظاعة نَفسي حماني منّي، دومًا يحميني منّي.. سيظلّ يحميني.. منّي، ومن كلّ شيء.
هذا الصوت الذي يأتي من اللا مكان، ماذا أفعل، قل لي كي لا أسمعه، كلّ الأشياء صمتت، في الأول الأشياء الكبرى، تلك التي تجرحنا، ثم الأشياء الصغرى وفي صمت ليلِ الروح، فجأةً يصبح الصوتُ مثل الهلع، ثمّ مثل الحبور ثم يصبح مثل صوت الموت، ببساطة.