وأعظمُ دروسِ الموت والغُربة والسجن والعزلة وكل انقطاع؛ أن تعلمَ أن الحياةَ تمضي إلى ما تمضي إليه دون أن تقف لأجل أحد .. أن تعلمَ أنك لست مركزَ العالم ولا محور الحياة، فتعرف حقيقة نفسك وتلتفت لما ينفعك وتمضي في طريقِك وأنت موقنٌ انَّ لا أحد يهتمُ لأمرك وأنك ميتٌ تعيشُ بين أموات.
أيها الغد..إن لنا آمالاً كباراً وصغاراً، وأماني حساناً وغير حسان.. فحدثنا عن آمالنا أين مكانها منك؟ وخبرنا عن أمانينا ماذا صنعت بها؟ أأذللتها واحتقرتها، أم كنت لها من المكرمين؟لا، لا صن سرك في صدرك، وأبقِ لثامك على وجهك، ولا تحدثنا حديثا واحداً عن آمالنا وأمانينا، حتى لا تفجعنا في أرواحنا ونفوسنا فإنما نحن أحياء بالآمال وإن كانت باطلة، وسعداء بالأماني وإن كانت كاذبة...
"أنتَ لم تحبها هيَ، أنتَ أحببت جزءًا من روحكَ وضعهُ اللهُ فيها، فهي مخلوقةٌ من ضِلعك، أقرب مكان إلى قلبك لذلكَ مُنتهى الحب أن تناديها يا (أنا)."- الرافعي.
«كانَ أحدُ الصالحين يُصلِّي حتى تتورّمَ قدماه فيضربُها ويقول: "يا أمّارةً بالسُّوء! ما خلقتِ إلا للعبادة!" نبِّه هذه النّفس النّائمةْ أعلِمها ما هي عليه قادِمةْ قُل لها: إلى متى يا ظالمةْ؟!» - ابن الجوزيّ رحمه الله.