هوّا احنا اللي تغيرنا ولا عيونّا فتّحت وبقت تشوف الحقيقة؟
فِكركم المجانين مقدرين النّعمة اللي هم فيها؟
فرّقتنا السعادة، وجمعتنا الهموم.
أكانت تلك ساعةٌ ملعونة؟
حين بدأت أحاديثي لا تخلو من كلمة "أحقاً! ليتني لم أعلم" ..
حينما أدركت أنّ السعادة لحظات ما تبقى منها هو إيمانٌ وصبرٌ فقط.
حينما بدأتُ أنظر لما حولي بأعين التسعيني المُنهكة..
حينما بدأت أحلامي تشيخ قبل أن تبدأ !
حينما أدركت أنّ الراحة لا تكون دون السلام وأنّه لا وجود للسلام ما دام الداخل مُبعثر.
أتعلم مدى قسوة المُنتصف؟
المُنتصف من كل شيء !
مُنتصف الشعور .. حيث أنك لا تميلُ ابداً!
في حيرةٍ دائمة بين أمرين هذا وذاك!
مُنتصف الليل.. حين تتشابك عليك جميع الأفكار لتنتهي بك بخضوعٍ وإستسلام ..
مُنتصف الحديث.. حين تفقد الرغبة في إكمال محادثة !
مُنتصف الطريق .. حين تُيقن إستحالة رجوعك للخلف !
لتقف بين البقاء والاستمرار..
إلى الآن .. لا زلت عالقاً في المُنتصف!
في مرحلةٍ ما يحول الحُب إلى فِطرة ..
تُبعده عن كل ما يؤذي محبوبه من أدقّ التفاصيل المزعجة، دون الحاجة إلى أن يُشغل نفسه بالتفكير حتى !
٥٢ ثانية..
أعلمتُك أنَّ شراكتنا في كلّ شيء إلّا في الحب !
٦٠ ثانية بعد السلام .
٤٠ ثانية ..
عيني باتت مطلّاً على بحرك الآن ..
دعني أراك وأتأمّل..
كيف لطائرٍ أن يجمع حبوباً لا يأكلها !
٢٩ ثانية ..
مَهمّة النسيان!
وكأنّك لا تعلم أن إقتلاع الجذور دُفعة واحدة يودي بالأرض وينثُرها شُتاتاً ..
١٥ ثانية ..
شفقة.. بحثي عنك كان شفقة ..
رأيتك البارحة مرميّاً مع نصف سيجارة لا تنتمي إليك، أدركت حينها أنّك في مَهمّه ..