كان عام أكثر من مُتعب ومُرهق ، عنوانه اليأس وباقي تفاصيله قوة بدواخلها حملت الكثير من الفشل . سطَّر نصوصهِ الفقد ، فقدت فيه إيماني بشكلٍ مُطلق بأمورٍ غلب عليها المُسلمات ، وصلت إلى درجةٍ مُخيفة من انعدام الثقة بالله وبنفسي وبكلِ من حولي . أحاول استجماع كل ما مررت به هذا العام ، أجدني في كل مرة أهرب ( اعتدت الهروب دائماً ) أهرب حتى من الذكريات والتفاصيل والأشخاص وكل الروابط والالتزامات . دائماً اعتدت أن أخذ (الهروب حل ) ولكنه حل سيّء لا يجلب سوى الندم . كنت اعلم وعلى ثقة تامة بأنني قوية ولكني هُزمت مراراً وتكراراً وكثيراً ما استسلمت للضعف وتركت المواقف تتحكم ب ردات فعلي ( جميعها كانت انهيار وبكاء عظيم ) . استغرب أمر ما ربما كونه جديد في شخصيتي ، أصبحت أرى أن بعض الضعف والتخلي قوة ، رغم إيماني المسبق بأن" الاستسلام فشل " . بشعور جديد هذه المرة على قلبي جربت الدموع والبكاء بحالة ضعف وانكسار واستسلام تام ، كان لها أثر المسكنات والمسكرات ، بدأت تدريجياً استسلم للضعف وأبكي بدلاً من المواجهة ، ( بدأ الدمع يستلذ بعيني ) . غارقة في اضطرابات وتناقضات عقيمة ومشاعر غريبة ، تارةً تحمل كل الحب والحنين وآخرى يائسة ، مُتعبة ، وجداً حزينة . مُعتادة على القلق والأرق والسهر الطويل بلا جدوى ، وأيضا اعتدت الخسارة . رغم محاولاتي البائسة بالابتعاد عنها إلا أنه لم يُحالف عامي غيرها ( الخسارة ) . فارقت الكثير وخُذلت بأكثر ، دائما أقول أن الشخص الخطأ غيابه مكسب ، ولكن هَزني الفراق ، كسر قلبي وآلمني . صادفت أشخاص كُثر وكلٌ طبع على قلبي أثر له ، وترك بصمة له بأيامي ، أيقنت أن الجميع بذات السوء ، بعضهم يستحق أن تتعب من أجله ( كون التعب مُحتم ) والبعض الأخر وجوده يقلل من احترامنا لذاتنا ، " مفارقته واجبة " . سامحت ، وعفوت عن الكثير ، لا لأجلهم ، لإيماني بأن ( أسامح رفقةً بنفسي وذاتي ) ولكي أحظى بالمزيد المضاعف من القوة . شعرت بأن قلبي قد " تفتت " بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، صدقاً حاولت أن أبقى بعيدة كل البعد عن بعض المصاعب والمشاكل ولكنني اضطررت قسراً على مواجهتها ، عندما يتعلق الأمر بأحد أفراد قلبك ( عائلتك ) يتحتم عليك المواجهة والبقاء صامداً قوياً مُتحملاً قدر الإمكان ، أحياناً لتكون قوي عليك بالتخلي وأحياناً أخرى قد تكون مضطراً حتى للتخلي عن بعض أو ربما كل رغباتك وأحلامك ( وبالفعل تخليت ، كان حلي الوحيد ) . بعض الجروح لا تُشفى ، أثرها يبقى عالقاً في الفؤاد ، مُترسخاً بالذاكرة ، الأمل برحيلها مُنعدم وضئيل ، يقلل رغبتك وشغفك بالحياة . سألت الله بإلحاح شديد أن يلهمني الصبر والكثير من القوة والإيمان ولكنني فقدت إيماني ، ( أصبحت الأمور بذات السوء أمامي ) كلاهما القرب والبعد من وعن الله . قلبي يحترق ، ولساني يتفوه بكلمات مُنافيه لمبادئي وديني ، ولكن هزمني الضعف وحقق مراده . لكنني سوف أعود ، أعود إلى الله ، لا منجٍِ غيره ، ولا رفيق إلا هو ، ولا هادٍ سواه ، ولا مُعطِ ولا مانع إلا اياه . * أدعوك ربَّ قلبي أن تهديه وتهديني وترزقني راحة البال وسكينة الايام .٣٠/١٢/٢٠١٩