? . .
في بيتِنا فتاة، اكتشَف أبي -بعد عشرين عامًا من زواجِه وإنجابه ثلاثةَ رجالٍ، خطَّ الزمانُ تحت أنوفهم جميعًا شوارب الذكورةِ، وإن اختلفت كثافتُها- أنَّه لم ينجب قبلها أحدًا، كأننا أبناؤه المفروضون عليه، وكأنها وحدها التي اختارَها.
..
للبنتِ في ديارِنا قدسية خاصة، كأنها النسخة المليون أو المليار من مريم العذراء، صدِّيقة، لا أحد يجرؤ على تكذيبها، محصنة، لا أحد يجرؤ على لمسها، قدِّيسة، الكل في منزلةٍ أدنى منها، مدللة، لا يجوز تعنيفها، وإن حادَت فهي تعرف طريق العودةِ جيدا، نرقبُها ونرجوها بعيونها، فلا ترد آمالَنا فيها خائبة.
..
هنَّ المؤنسات، أو قل: هن المؤسسات، أعمدة البيوت وجدرانها وأراضيها وأسقفها، وما نحن -الرجال- إلا سكان عوالِمهن التي شِدنها بالجمال والجلال والكمال.
..
حين حضرت "رنا"، لم نشعر أنَّ أحدًا ما سمّاها، شعرنا أنها حضرت في مكانِها وزمانها كأننا عشنا ننتظرها فقط، خدمًا ننتظر أول صرخةٍ لها، وأول جلسة لها، وأول ضحكةٍ لها، وأول خطوةٍ لها، ثم حين أرادت السيرَ، وبدأت المسيرَ، أُذن لنا بالحركة. و"رنا" اسمًا هي الشيء شديد الجمال الذي يُنظر إليه، و"رنا" فعلًا، هو فعل النظر والمراقبة في هوى وإعجابٍ وإطراق سمعٍ وإعمال بصر، فكان اسمها ورسمها ممهدين لموكبِها الملائكي.
..
في بيتنا، تعلمنا أنَّ ما يجوز بين الأخين لا يجوز بين الأخ والأخت، فأختك يا ولَد أضعف منك، وأختك يا ولد أنت حماها، و"أختُكَ يا ولد"، بلا تكملة لما بعدها، كانت كفيلةً بالرسائل كلها.
-ليوسف الدموكى. ✨
..
للبنتِ في ديارِنا قدسية خاصة، كأنها النسخة المليون أو المليار من مريم العذراء، صدِّيقة، لا أحد يجرؤ على تكذيبها، محصنة، لا أحد يجرؤ على لمسها، قدِّيسة، الكل في منزلةٍ أدنى منها، مدللة، لا يجوز تعنيفها، وإن حادَت فهي تعرف طريق العودةِ جيدا، نرقبُها ونرجوها بعيونها، فلا ترد آمالَنا فيها خائبة.
..
هنَّ المؤنسات، أو قل: هن المؤسسات، أعمدة البيوت وجدرانها وأراضيها وأسقفها، وما نحن -الرجال- إلا سكان عوالِمهن التي شِدنها بالجمال والجلال والكمال.
..
حين حضرت "رنا"، لم نشعر أنَّ أحدًا ما سمّاها، شعرنا أنها حضرت في مكانِها وزمانها كأننا عشنا ننتظرها فقط، خدمًا ننتظر أول صرخةٍ لها، وأول جلسة لها، وأول ضحكةٍ لها، وأول خطوةٍ لها، ثم حين أرادت السيرَ، وبدأت المسيرَ، أُذن لنا بالحركة. و"رنا" اسمًا هي الشيء شديد الجمال الذي يُنظر إليه، و"رنا" فعلًا، هو فعل النظر والمراقبة في هوى وإعجابٍ وإطراق سمعٍ وإعمال بصر، فكان اسمها ورسمها ممهدين لموكبِها الملائكي.
..
في بيتنا، تعلمنا أنَّ ما يجوز بين الأخين لا يجوز بين الأخ والأخت، فأختك يا ولَد أضعف منك، وأختك يا ولد أنت حماها، و"أختُكَ يا ولد"، بلا تكملة لما بعدها، كانت كفيلةً بالرسائل كلها.
-ليوسف الدموكى. ✨
Liked by:
سُميّة":
زَينَبُ
يَافَا ')
محمد ابو العلا
+1 answer
Read more