وإني أخشى الإنتكاس بعد الإستقامة، فاللهم الثبات.
نعوذ بك أن تفتر عزائمنا في أوج السعي، أن تتلاشى أقدامنا عند عتبة الوصول، أن يداهمنا اليأس في ذروة الأمل، أن نضيّع الوجهة وقت اشتداد اليقين، وأن نخلط الكسل بالعجز والتوكل بالتواكل، أن نركن للوقوف بين يديّ المحاولة.
أن نكون أوتاداً في أزمنة التردد، وهطولاً في مواسم الجفاف، نُبصر حيث لا شيء يُرى، ويعتم داخلنا وما زلنا نضيء .. آمين.
على ماذا أتفقنا يا فؤادي؟
إذا ضاقت عليك فمن تُنادي؟
تُنادي الله خلّاق البرايا
تُنادي من يُنادي "يا عبادي".
على الإنسان أن يدرك ويعي الحقيقة وراء وجوده في هذه الحياة الدنيا وأن السبب الأول والرئيسي لخلقه هو عبادة الله سبحانه وتعالى كما ذكر في كتابه الكريم: (وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون) وما دون ذلك من أمور لا يجب أن تأخذ حيزاً كبيراً من الإهتمام، وبأن هذه الحياة مؤقتة وليست الحياة التي ينبغي أن يتطلع لها المرء ويعمل ويسعى لها كل السعي ويجعلها جُلَّ همه فما هي إلا دار زوال وفناء واختبار وأن الإقامة الأبدية والحياة الفعلية إنما هي في الآخرة وتبدأ من بعد الموت على وجه التوضيح والتفصيل .. فما وُهِب الإنسان وأُعطي في هذه الدنيا من مال جزيل وبنين وصحة وعافية وخيرات كثيرة ونِعمْ طائلة ما هي إلا مقومات للعيش على هذه الأرض وسُبل ينبغي أن يُهتدى بها وتُتخذ لطاعة الله جلَّ وعلا والتقرب إليه ويُبتغى بها الثواب والأجر فالآخرة هي المستقبل؛ وفي نفس الوقت لا ضرر أن يتمتع ويسعد الإنسان في الدنيا بالحلال بما منَّ وأنعم الله عليه .. وفي قوله تعالى: (وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا) تتلخص هذه الحياة.View more
لعلها أُجيبت، لعلها آتية إليك، لعل هذا التأخير الذي أحزنك وأقلقك وراءه فرحة عمرك، وجبراً لفؤادك لا يُدركه عقلك.
أعظم صور اليقين والثقة بالله وإدراك معيته في كل الأحوال تتجسد كلياً في موقف نبي الله موسى عليه السلام حين كان الطاغية فرعون وجنوده خلفه والبحر أمامه وقال قومه: (إنَّا لمُدرَكُون)، وقال رغماً عن كل ذلك: (كلاَّ إنَّ معيَ ربي سيهدين).
ما أجمل أن يتفاءل ويحسن الإنسان ظنه بالله ويتشبث بالأمل وفرج الله مهما كانت المعطيات ضده وبدا كل شيء في نظره ليس صعباً وبعيداً فقط بل مستحيلاً .. فباليقين تتحقق المعجزات الإلهية!
فقط ثق بربك وأترك جميع أمورك له ليتولاها فهو نِعْمَ المولى ونعم الوكيل.
إياك أن تتمنى عيش حياة غيرك مهما بدت جميلة ومثالية، فأنت لا تعلم خوافيها .. وإياك أن تحسد أحداً أو تحقد عليه أو تنظر لرزقٍ منَّ الله عليه به؛ فما أُعطي من رزقٍ مهما بلغ فلن يُنقِصَ شيئاً من رزقك وما قُدِّر وكُتِبَ لك ستأخذه ويأتيك لو كان بين جبلين وما لم يُقدَّر لك لن تناله لو كان بين شفتيك .. فأصبر وأحسِن الظن بالله ووكِّله تدبير جميع أمورك وسيرضيك ويرضي قلبك ويعطيك من خير عطائه وواسع فضله فعلى قدر الصبر يأتي الجبر تأكد من ذلك تماماً؛ وإلا لم يكن الصبر من أعظم العبادات.
إني أُقاتل بالدعاء، وإني بإذن الله منتصرٌ.
ليس المهم أن تبني علاقات عديدة ويكون حولك أشخاص كُثر، بل المهم هو أن تنتقي تلك العلاقات والأشخاص الذين ترافقهم بعناية جداً .. أن تملك أشخاصاً تجد ذاتك بينهم في كل مرة تتيهُ بها، أن يزور قلبك الفرح والأُنس ويهجرك الحزن بقربهم، أن تشعر بأن لديك ألف سببٍ لتحيا من أجله وتُحِبَ الحياة من جديد، أشخاصاً تتحدث معهم بكامل عفويتك دون الحاجة لتصنُّع حديث لا يمثِّلُك أو شخصية لا تُشبهك، أشخاصٌ كالذهب لا يصدأون لا يُغيِّرهم ظرف أو مرور وقت.
فشخصٌ أو شخصانِ بحياتك تألفهم روحك وترى نفسك بهم ومن خلالهم، خيرٌ من عشرةٍ لا تشعر سوى بالغربة بينهم.