قبل أن تشير عقارب الساعة إلي السابعة صباحًا كان قد وضع حقيبته علي كتفه وسار في طريقه إلي ملعب التدريب الصباحي ، سار في طريقًا يستطيع أن يسير فيه وهو معصوب العينين . حتي جاء عقله ليذكر قلبه بما ينساه كارليس ، يذكره بإنه لم يعد لاعبًا في صفوف البلوجرانا ، سند ظهره علي سور النادي الكتالوني ، لا يعلم أيهما أقدم ، هو أم السور الذي تبدلت وتغيرت ألوانه عشرات المرات وهو بقي علي لونًا واحد منذ أن داعبت أقدامه الكرة لأول مرة .وبرغم كل شئ ، وبرغم إنه يعلم أن قدماه لن تدوس العشب الأخضر مُجددًا إلا إنه دخل إلي النادي بإبتسامته المعهودة ينشر بها السعادة فيمن حوله ، فــ بيول لا يعرف مكانًا أخر يذهب إليه ، بيول لا يعرف سوي برشلونة . الحائط يفتقد اللبنة الأولي منذ أعتزل بيول ، الحائط يحتاج لقلب كالذي يمتلكه كارليس ، قلب تُسمع صرخته في صدور من حوله تصيبهم ببعض من جرينتا بيول.برشلونة تفتقد قلب الأسد .
أحقًا ما سَمعت ؟ هل أنت عائد إلي البرازيل ؟ - نعم ، أنا لم أعد كما كُنت ، أشعر إنني لن أفيد الفريق بعد ، لا أستطيع أن أعطي أكثر مما أعطيت . هناك من هُم أكبر منك سنًا ، ومستمرون في اللعب ، حتي هُنا في إيطاليا . -عقلي وقلبي يستطيعان البقاء هُنا للأبد ، لكن جسدي لم يعد يحتمل ، لم يعد ينفذ أوامر عقلي ،سأخرج من جنة كرة القدم ، سأعود إلي الأرض ، سأعود حيث وُلدت لأستنفذ بقايا جُهدي هُناك . ولكن ! ماذا إذا سألوني هُنا عن الأمير ؟ ماذا أقول لهم ؟- قولي لهم أن الأمير لم يعد قادرًا علي إستكمال إنتصاراته ، قولي لهم أن الإصابات تكالبت عليه وكأنه فريستها الوحيدة حتي أجهدت جسده ، قولي لهم أن الأمير إما يُعطي كل شئ ، أو يبتعد بهدوء ... يبتعد تمامًا .ترحلون واحدًا تلو الأخر ، وتتركوني هُنا أحيا فقط علي ما تبقي من رائحتكم ، مالديني وجاتوزو فارقوني قبلك ، وكذلك زانيتي وميليتو ومن قبلهم أليكس ، أنا أعلم أن قلبه ينبض بكرة القدم في مكانًا ما ، لكن ليس هُنا ، لم أعد أراه هُنا في الجنة ، أتعلم ما يُخيفني يا كاكا ؟ أتعلم ما يجعلني أرتعد كلما فكرت به ؟ أن يأتي اليوم الذي يلوح لي بوفون وبيرلو وتوتي ودي ناتالي مودعين ، هُم فقط من مازلت أشتم فيهم رائحة الجنة ،ستتركوني هُنا في الجنة وحيدة . هذا إن بقيت جنة بعد رحيلكم أصلًا ! - ومن قال أن الجنة تكف عن خلق الأساطير ؟ رحل مارادونا وباجيو ورونالدو وغيرهم كثير ، والجنة بقيت جنة ، الجنة لن تتبدل أو تتغير مادامت الشمس تُشرق كل يوم ، الجنة لن تكف عن وهب العطايا مادام اسمك أنتِ ياجميلة يُذكر في ربوع الكون ليلًا نهارًا . *هُناك من يستطيع الحديث مع الكُرة ، كاكا واحدًا من هؤلاء .
*عندما كُنت في مثل سنك هذا ، أو ربما أكبر منك قليلًا ، كان شغفي الأكبر لكرة القدم ، يأتي بعدها باقي الأولويات و لكنها كانت دائمًا ما تأتي في المرتبة الأولي .كان هناك لاعب أسطوري لمانشستر يونايتد ، لم يلعب لفريق غيره طوال حياته الإحترافية ، فعل كل شئ و هو يدافع عن ألوان فريقه ، فاز بالدوري و الكأس و دوري أبطال أوروبا و كأس العالم للأندية ، عاصر اليونايتد و هو يُرعب عمالقة أوروبا ، ويجعلهم يرتعدون منه خوفًا ، إلي أن جاء موسمًا ، هو الأسوء في تاريخ #مانشستر_يونايتد ، احتل فيه اليونايتد المركز السابع أو السادس في جدول البريمييرليج ، إنتكاسة اليونايتد التي لا تنسي بعد رحيل السير أليكس فيرجسون كان هذا عام 2014 إن لم تكن ذاكرتي تخونني ، و جاء خلفًا لفيرجسون مُدرب يُدعي مويس ، لم يستمر طويلًا ، لم يُكمل موسمه الأول حتي ، كانت نتائجه سيئة ، سيئة للغاية فأقاله مجلس إدارة اليونايتد و قرروا تعيين هذا اللاعب الأسطوري مديرًا فنيًا لليونايتد ، أعتقد أن أول مباراة أدارها من خارج الخطوط كانت ضد نوريتش سيتي و فاز بها بنتيجة كبيرة ، و كانت أول مرة منذ بداية ذلك الموسم أري اليونايتد يلعب جُملًا تكتيكية رائعة بهذة الطريقة ، ثم خسر مباراته الثانية من سندرلاند ، أما الثالثة ، فأتذكرها يا ولدي جيدًا و أحفظها عن ظهر قلب كما أتذكر كف يدي هذا ، يومها فاز الأسطوري رايان #جيجز بمباراته ضد هال سيتي كمدرب و لاعب معًا ، رأيته يجري تبديل بخروج لاعب و نزوله هو نفسه بدلًا من هذا اللاعب ، يا الله أتذكر تلك اللحظة جيدًا تصورته حينها كالرجل العنكبوت و هو يخلع بدلته العادية ليرتدي بدلة الرجل الخارق، رأيته يصنع هدف فريقه الثالث و يوجه اللاعبين كمدرب و لكن من داخل خطوط الملعب ، أنا يا ولدي شاهدت رايان جيجز و هو يُدرب مانشستر يونايتد و بلعب لها في نفس الوقت ، نعم أعلم كم أنا محظوظ ! *حوار مع ولدي المُستقبلي