_
وداعا زهير - بقلم عبد الله الناصر
هناك عيون ذابلة من مشقة الدنيا؛ لكنها ذات بريق عميق من العزة والكرامة. كنت محظوظا بمشاهدتها، ومحظوظا أكثر بدفء مصافحة صاحبها، كم أعطتني من مشاعر التقدير والاحترام!.
نعم... أتذكر معظم المواقف التي جمعتني بك بدقة، كلماتك الناضجة رغم بساطة تعليمك،
وصوتك بنبرته المميزة تشعرني بهالة الإيمان ولها صدى كبير بقى يتردد بأذني، نظراتك المريحة التي ترافقها ابتسامتك الصامتة بوجهك المضيء بالرضا، لقد حفرت بذكرياتي نقاطا بيضاء تليق ببياض قلبك، لذلك يصعب نسيان رجل مثلك.
نقابل في حياتنا أشخاصا يرفعون قدرنا ومكانتنا، رغم بساطتهم
فئة قليلة في دنيا المصالح و«الحاج زهير المبارك» واحد منهم.
كان رجلا كادحا بعمله، في ليالي الحر والشتاء، ليؤمن لقمة عيش كريمة تعزه عن الحاجة للناس. امتلك أسرة راضية مطيعة متطبعة بسلوكه، لم يملك إلا الحب الذي نثره على أهله وجيرانه. منزله متواضع بالمظهر، وضيافته فائضة بالكرم بما يملك ومجالسته مريحة؛ ليس لفخامة أثاثه بل للطافة صاحب المكان وأهله. وللراحة التي تثلج الصدر بحديثه.
كم تمنينا لك الشفاء العاجل، حتى لا يتوجع بك عظم واحد، لكن الله أراد قربك. فنامت هذه العيون نوماً أبديا، رحلت لحياة أجمل وأطيب بجوار من كان لسانك لا ينقطع عن ذكرهم.
كان رضا الله علية سريع فحبه الصادق إلى أهل البيت؛ رفع مقامه، ليختم حياته بيوم مصاب سيد الشهداء ليكن واحدا من المحبين الذين أرخصوا حياتهم فداء له.
الأوجام تبكيك بصمت، لو كنت أملك صوراً لك لنشرتها؛ لتبدد جهل الناس بمن سكن بينهم كالملاك الهادئ؛ لأوثق شموخ رجل لن يتكرر بقريتنا. صعب أن تجد رجال بطيبة شديدة مثله
وبزهد وصبر بالغ، سخي رغم غفلة الناس عنه، يعطي الناس ما هو بحاجة له أكثر منهم.
في لحظة سماع خبر رحيلك الموجع، خرجت من بيتي إليك؛ لوداع أخير حتى لو كان من بعيد، شاهدتهم يحفرون قبرك. كان بعيداً وعميقاً بخلاف غيره. لم يقو قلبي فرجعت بثقل الحزن لبيتي.
هناك أحياء دفناهم في ذاكرتنا، وأموات مازال نبضهم حي بقلوبنا.
رحمة الله لروحه التي ماتت بعز دون الحاجة للناس، والصبر والسلوان لخيرة أبنائه الذين رباهم بأنبل الأخلاق، أشخاص مثلك لا يرحلون أبدا فأثر نقاء قلوبهم باق لا تمحيه غبار السنوات.
سيرى الناس بريق معدنك الذي لم يقدروه بحياتك موجود في أبنائك. أنا واثق أنك تركت وراءك نسخا مكررة عنك في أولادك؛ لينقلوا ذلك لأحفادك.
لمن قابلك وأحبك..... ولمن عرفك وقصر بحقك... ولمن جهلك وأحب أن يكرمك الآن.... للجميع فرصة للوفاء، لقد أغلقت أبواب الدنيا، ويبقى باب الصدقة والدعاء مفتوحا له يستقبل فيه محبتكم والدعاء.
أعظم الله لكم الأجر بمصاب ابن البتول، والفاتحة والعزاء لفقيدنا الغالي ولجميع موتى المؤمنين والمؤمنات.
هناك عيون ذابلة من مشقة الدنيا؛ لكنها ذات بريق عميق من العزة والكرامة. كنت محظوظا بمشاهدتها، ومحظوظا أكثر بدفء مصافحة صاحبها، كم أعطتني من مشاعر التقدير والاحترام!.
نعم... أتذكر معظم المواقف التي جمعتني بك بدقة، كلماتك الناضجة رغم بساطة تعليمك،
وصوتك بنبرته المميزة تشعرني بهالة الإيمان ولها صدى كبير بقى يتردد بأذني، نظراتك المريحة التي ترافقها ابتسامتك الصامتة بوجهك المضيء بالرضا، لقد حفرت بذكرياتي نقاطا بيضاء تليق ببياض قلبك، لذلك يصعب نسيان رجل مثلك.
نقابل في حياتنا أشخاصا يرفعون قدرنا ومكانتنا، رغم بساطتهم
فئة قليلة في دنيا المصالح و«الحاج زهير المبارك» واحد منهم.
كان رجلا كادحا بعمله، في ليالي الحر والشتاء، ليؤمن لقمة عيش كريمة تعزه عن الحاجة للناس. امتلك أسرة راضية مطيعة متطبعة بسلوكه، لم يملك إلا الحب الذي نثره على أهله وجيرانه. منزله متواضع بالمظهر، وضيافته فائضة بالكرم بما يملك ومجالسته مريحة؛ ليس لفخامة أثاثه بل للطافة صاحب المكان وأهله. وللراحة التي تثلج الصدر بحديثه.
كم تمنينا لك الشفاء العاجل، حتى لا يتوجع بك عظم واحد، لكن الله أراد قربك. فنامت هذه العيون نوماً أبديا، رحلت لحياة أجمل وأطيب بجوار من كان لسانك لا ينقطع عن ذكرهم.
كان رضا الله علية سريع فحبه الصادق إلى أهل البيت؛ رفع مقامه، ليختم حياته بيوم مصاب سيد الشهداء ليكن واحدا من المحبين الذين أرخصوا حياتهم فداء له.
الأوجام تبكيك بصمت، لو كنت أملك صوراً لك لنشرتها؛ لتبدد جهل الناس بمن سكن بينهم كالملاك الهادئ؛ لأوثق شموخ رجل لن يتكرر بقريتنا. صعب أن تجد رجال بطيبة شديدة مثله
وبزهد وصبر بالغ، سخي رغم غفلة الناس عنه، يعطي الناس ما هو بحاجة له أكثر منهم.
في لحظة سماع خبر رحيلك الموجع، خرجت من بيتي إليك؛ لوداع أخير حتى لو كان من بعيد، شاهدتهم يحفرون قبرك. كان بعيداً وعميقاً بخلاف غيره. لم يقو قلبي فرجعت بثقل الحزن لبيتي.
هناك أحياء دفناهم في ذاكرتنا، وأموات مازال نبضهم حي بقلوبنا.
رحمة الله لروحه التي ماتت بعز دون الحاجة للناس، والصبر والسلوان لخيرة أبنائه الذين رباهم بأنبل الأخلاق، أشخاص مثلك لا يرحلون أبدا فأثر نقاء قلوبهم باق لا تمحيه غبار السنوات.
سيرى الناس بريق معدنك الذي لم يقدروه بحياتك موجود في أبنائك. أنا واثق أنك تركت وراءك نسخا مكررة عنك في أولادك؛ لينقلوا ذلك لأحفادك.
لمن قابلك وأحبك..... ولمن عرفك وقصر بحقك... ولمن جهلك وأحب أن يكرمك الآن.... للجميع فرصة للوفاء، لقد أغلقت أبواب الدنيا، ويبقى باب الصدقة والدعاء مفتوحا له يستقبل فيه محبتكم والدعاء.
أعظم الله لكم الأجر بمصاب ابن البتول، والفاتحة والعزاء لفقيدنا الغالي ولجميع موتى المؤمنين والمؤمنات.