ومِن بَلاغةِ رسول الله ﷺ أنّ القَبول في معناهُ أوسعُ من المحبّة وحِين أن قال في الحديث:" يُوضعُ له القَبول في الأرض" يعني: أن يُحبَّ لِقاؤه ويُستلطفَ ذِكرُه ويُستعذَبَ مَجلِسه فيُسمعُ إذا قال ويُلبّى إذا طَلب ويَبْقى له ذِكرٌ صالِحٌ فيهم ويُقالُ: مَعناه: يُلقي في قُلوبِ أهلِها مَحَبَّتَه مادِحينَ له فتَميلُ إليه القُلوبُ وتَرضى عنه وذاكَ من جَميلِ أثرِ حُبِّ اللهِ للعَبد فاللهُمّ حُبَّك...
ما أردنا يومًا أن تُقطف لنا نجمة من السماء أو أن يُهدى إلينا الياقوت والمرجان فكل ما نطمع فيه من جمال هذا العالم أن نسمع كلمة طيبة في وقتها المناسب تأتي على هوانا فتُشفى جروحنا أن نحظى ببعض السلام في حياتنا ونشعر بالانتماء لكل ما هو مفضل لدينا ونحس بالأمان بالقرب منه أن نتغلب على مخاوفنا لنغامر فلا نبرَح حتى نبلغ أن نترك أثرًا جميلًا في نفس كل من يعرفنا حتى إذا فارقنا الحياة نجد من يهمِسُ بـ اسمنا لرَبِّ السماء أن نجد من يمنحنا الحب الذي نستحقه فنأنَسُ بقربه وجواره أن نكون نحن بلا زيفٍ بلا عُقد....
كان يُقَال لنساء غرناطة المشهوراتِ بالحسب والجلالة: العربيَّات لمحافظتهنَّ على المعاني العربيَّة فإذا قلتَ لإحداهُنَّ: يا عربيَّة فقد رفعتَها إلى منزلةٍ فوق القمر.... • الرَّافعي.
إنّني أعود إليكِ مثلما يعود اليتيم إلى ملجئِه الوحيد وسأظل أعود أعطيكِ رأسي المُبتل لتجفيفه بعد أن اختار الشقيُّ أن يسيرَ تحت المزارِيب....- غسّان كنفاني لغادة السّمان
بطبيعة الحال لا أحد يُشفى من ألمه في هجره الجمع وانغلاقه التام على نفسه فلا تظن أنّ تَزاهُدك الناس و تغليق قلبك صَعدةٌ على سُلّم النضج بل هو هَبطةٌ في دَرَك الاكتئاب تعافيك من جرحك ربما يحتاج لوقفاتٍ من العزلة لتصل ذاتك و تصفو لها لكن يلزمه الأنس دومًا ليتواصل و يُختَبر صِلْ الناس ما أحسنتَ انتقاءهم وسَلْ العونَ ما حُجتَ إيناسهم فالجُرح يستفحِل في انزوائك والشفاء يترعرع في ائتناسك...
ما من عبدٍ وَهَبَ الله لهُ صبرًا علىٰ الأذى وصبرًا على البلاء وصبرًا على المصائب إلاَّ وقد أُوتيَ أفضَل ما أُوتيه أحدٌ بعدَ الإيمَانِ بالله...._إبراهِيم التيميّ
واللهِ لن يتركك الله بلا عوض ولا فتح ولا تمكين وأنت الذي ما سَئِمت مناجاته ولو لمرّة ولم يتسلّل اليأس إلى قلبك ولو لمرة واللهِ لن يخذل الله قلبك الذي يفيضُ ثقةً ويقينًا به ولن ينسَ قسمته من الفرح والجبر "واصبر لحكم ربِّك فإنك بأعيُنِنا"...
"يحسدون الناسَ على ما آتاهم الله مِن فضلِه" ولو اتَّبعوا "لا تمدنَّ عينيك" لأراحوا واستراحوا لكنها النفس الطامعة يغريها الشيطان بما ليس في حوزتها ويسخطها على ما أوتيت فلا ترضى إلا بعد الفوت وددتُ لو أقول لكل حاسد: ما ترى من نعمة إلا وبها ابتلاء علمه مَنْ علمه وغفل عنه مَن غفل. "اللهم ارزقنا الرضا بما قسمتَ لنا واقدر الخير ورضِّنا به...
يا سامع خفقاتِ القلوبِ الحَزينة وزفرات الصدور الكليمة وعالم نزعات القلوب الضَالة وجمحات الأهواء المُردية لا تدع قلبًا خائفًا إلا أمَّنته ولا صدرًا زافرًا إلا روّحتَ عنه ولا عقلًا ضالًّا إلا هَديته ولا هوىً زائغًا إلا رددته حكمةً ورُشدًا...
كُلٌ يُحارب في معركته الخاصة فلا تسألنَّ أحدًا لِمَ التعب ولا تعجبنَّ من شخص انهار بلا سبب قد يخفي السبب عنك ويبقى الأثر واضحًا في أدمعه محاولةِ إخفاءِ مافيه أو اضطرابهِ مابينَ حضورهِ وغيابِه في صمتهِ وتلعثُمه في السوادِ تحتَ عينيه ولا تلومنَّ جبلًا إن اهتز لعاصفة أو رياحًا غيَّر مسارُها الزمن فوراء كُل ستارٍ سرٌّ لا يُدرِكه إلا صاحبُه ولا يعلم ما به أحد إلا الواحدُ الأحد فقط ادعو لهُ في قلبك أن يُهدِّئَ اللهُ سِرَّه...