عمري ليس بذي أهميةٍ يا أيها السائل.
أحبُّ أن أطمئنَّ و أن أرى من أحبُّهم في عافية.
يقول ابنُ قتيبة: «ونحن نستحبّ لمَنْ قبِلَ عنّا، وائتَمَّ بكتبنا؛ أن يؤدّب نفسَه قبل أن يؤدبَ لسانَه، ويهذّب أخلاقَه قبل أن يهذّب ألفاظه، ويصون مروءته عن دناءة الغيبة، وصناعتَه عن شَيْن الكذب، ويجانبَ -قبل مجانبتِه اللحنَ وخطل القول- شنيعَ الكلامِ ورَفَث المزح.»
هذا كلامٌ أحبُّ أن أعيدَه على نفسي.
لا.
«ضاقت نفوسٌ بما تُخفي وإنّ لها
يومًا يُهيبُ بها مُستنفِرًا: بوحي
متى يعي مُدّعي الإدراك غايتَهُ
وغايتي من إشاراتي وتلويحي
وهل يُنيرُ، لسارٍ ضَلَّ مسلَكَهُ
شَرَارُ زَنْدٍ بجُنحِ الليلِ مَقدُوحِ
طَرَحتُ أعباءَ عَيْشِي غيرَ مُتَّئِدٍ
وظَلَّ ما بِفُؤادي غيرَ مطروح»
سبب!
الغيرة مقرونةٌ بالحبِ قطعاً بل إن النفسَّ لتميلُ فطرةً لهذا الطبعِ كصورةٍ من الحميَّةِ و الصون.
يقول الخبز أرزي في هذا:
«وما غَيرة العشّاق إلا وفاؤهم
وكلُّ محبٍّ لا يغار فلن يفي»
و هذا بعيدٌ عن الغيرة المرضيَّة بالطبع كفانا اللهُ شرَّها.
مساحتي الآمنةُ إلى حين.
أيُ كلام؟
البشرُ عاطفيون، و لكن من لم يُحكِّم عقله في كل أمره قدرَ ما يستفتي قلبَهُ، فقد سفِهَ نفسَه.