🖊 ج6 تدبر وتأمل ياعبد الله 🤔⁉️ بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها ﴾ وصلنا إلى قول الله تعالى في الحديث القدسي : (إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ. )بعد أن تكلمت في إبتلاء رسول الله بالرساله وإمتحاننا هل نؤمن أم نكفر وأظنني لم أوفي الكلام حقه بالتأمل والتفكر ولكن لنا عود بإذن الله . فبعده أتى الله عز وعلا على ذكر القرآن كتاب الله الخالد ومعجزة نبيه المصطغى ﷺ . فلماذا ربط عز وجل بينهما هل هناك ترابط ؟؟؟؟ نعم إرتباط كبير واضح للعيان ! فالقرآن عدا أنه حجة وشهادة على نبوة محمد ﷺ هو تثبيت له وتعضيد ومؤازره . وهو أهم وأقوى حجة من الله على عباده والله أعلم !فمعلوم أن الفطره التي فطر الله عليها عباده ، والعهد الذي أخذه عليهم ، والأمانه التي حملها بني آدم في عالم الذر ، قد ينكرها العبد الجاحد الكافر ويحتج بأن أبواه جعلوه يهوديا ونصرانيا ومجوسيا . وأما حجة الرسول وبعثته ! فقد يحتج العبد ان الرسول توفي ولم يصله خبره أو إلتبس عليه الأمر ولم يثبت له دليل صدقه . أما القرآن المعجز الذاخر بالآيات والدلائل . فهو حجة الله على عباده أجمعين . وهنا نفهم لماذا قال عز من قائل : ( لايغسله الماء ) لايزول ولا يمحى ولا يتبدل ولا يعفى أثره على مر الزمان فقد تكفل الله بحفظه سبحانه وتعالى وبلاغه للناس . فرأينا بعد مئات السنين أنه لم يبقى أرض أو بشر إلا وصلها كتاب الله العظيم . فأي حجة بقيت لجاحد بعد هذا !!!! فلو أنكر بعد كل هذا شهدت عليه جوارحه بما بلغه وبما فعل بما بلغه وكيف أساء العمل . ولايفوتني ويجب أن أنبه: أن الخالق العظيم المتصرف بالخلق ليس بحاجة لهذه الحجج وهو حر بعباده قد يلقيهم بجهنم دون حساب ولا سؤال ولكن هذا من رحمة الله ولطفه بنا وعدله بجميع خلقه وهذا أيضا من مشيئته وحكمته وهو ليس حق أصيل للعبد على خالقه .و أما قوله عز وجل: ( تقرأه نائم ويقظان ) ماقيل فيه أنك تقرأه بيسر وسهوله في حالة النوم واليقظه . لم يشبع فكري وفضولي في تأمل الوصف . فقد رأيت فيه لفتة من حفظ كلام الله المعجز وكأن رب العزه يقول لنبيه لاسلطان لك على القرآن فهو يلقى على قلبك ويجري على لسانك بمشيئتي تنطقه كما ألقي عليك وكما أريد إن كنت يقظا