لقد كان فراقًا عاديًا يزولُ أثره مع الوقت أو لا يزول، لكن السؤال الذي يورِّقُني دائمًا محاولًا طرده من رأسي: كنت دائمًا أُضيئك، كيف أستطعتِ إطفائي! -كافكا
" نعم " كان جوابها .. لم تأخذ حتى وقتاً للتفكير ، بمجرد أن سألتها لو كانت تستطيع التضحية من أجل الحب ، نظرتها الصارمه لم تكن لترعبني ، على النقيض تماماً كانت لتجبرك ان تهدأ .. تنصاع لشراستها .. تجعلك مطمئناً .
أعرف معنى أن يؤرقني التفكير بِك، أن تشفقين على عقلٍ أنهكهُ السُهاد فأمسى لا يسعُه إلا أن يعّي بك، أن تتواجدين في فيضان مشاعري تارةً وتارةً أخرى تسقطين معَه .. تلك الأحاسيس التي لطالما أستمريت في تخبئتها مهابة أن تتغير مشاعرك نحوّي .. فتفُرين مني.
في السادسة صباحًا .. أتخيلك.. هاهُنا في شجارٍ على غطائي الأبيض تلتحفينه مره وتتركينه مره، أشاركك فيه ويستغل جلدي هذه اللحظات بينما يلتحم بأبسط تفاصيلك، تسأمين شعركِ الطويل فألتحفُه وتتخلل رائحته النفاذه فتشق مسافاتٍ لم يصلها الرحال، تغمضين عيناك العسلية فأطوف في خيالك ولا أذكر بعد خيالك سِوا النعيم.
غالبًا لما أحب شيء، إنسان أو نبات أو جماد أو فكرة، أصير أتكلم عنه بحماسة وحب، أشعر بحرارة الحُب في فمي وقلبي، أُجبر المخاطَب -دون وعي- أن يحب الشيء هذا معي.. وبناءًا على ذلك، أجبر نفسي غالباً بأن أسكت.. أخاف أن يوّد شخص ما بما أملكه.
"العيب في المكان، نحن جيّدون، نحن ممتازون، نحن استثنائيّون حين صبرنا إلى هذا الحد؛ لكننا الآن نغادر دون ندم، الندم تركناه خلفنا، يغمر المكان الذي لم نعد نريد أن نعطيه فرصة ثانية."
في الثالث والعشرون من فبراير هذه السنه أكملت تسعة عشر سنه، ومن يعرفني يعرف بأنني أكره حفلات الميلاد.. او حتى التهنئة بِها، لأنني قد وعدت نفسي مسبقاً بأنني لن أحتفل بها حتى تكون سنةً سعيده على كل المستويات او حتى أُحقق ذلك الحلم الذي يسطع في رأسي، شخصٌ ما.. لم يرضخ لهذه التهديدات بأنني سوف "اكسر رأسه" في حال فكر بالأحتفال ، بل اختار طريقاً مغايراً للاحتفال بهِ "صورنّي ملاكًا".