المُنضمين حديثًا.
على الأقل، شخصين ممن التقت عيوننا مصادفة في الشارع اليوم، كانوا حزاني فعلاً
الولد في الميكروباص ذو القميص الأزرق، والبنت التي تنتظر أن يقف سائق تاكسي لها في ميدان العتبة، وربما ينضم إليهم عامل نظافة في شارع عبد العزيز.
على الأقل، أربعة كانوا سعداء، ولدين أمام فاترينة لمحل أحذية، وبنت وقفت على مقدمة شارع فرعي تحمل كيسًا عملاقًا لعلها تحمل بداخله كل الإجابات الوجودية، وامرأة أربعينة وقفت في شرفتها بملابس خفيفة في الشارع الشعبي تنظر ساهمة للعابرين، الذين سيتلصص، واحد من كل خمسة منهم، على وقفتها، لعل نظرتهم تجد ثغرة لمعرفة طبيعة مفاتن جسمها، وهو، عن تجربة، لم يكن أمرًا سهلًا، كما قد يظن المرء في النظرة الأولى.
على الأقل، ثلاثة، ساعدوني بغير انتباه، أمين الشرطة، الذي عبر الطريق الملئ بالسيارات المسرعة، وعبرت بجواره، متخذا منه ساترًا بشريًا، وعامل محل الملابس الذي حدس مقاس ملابسي الداخلية، الحدس الذي اكتشفت صحته عندما عدت للبيت، وبائع السجائر، الذي رضى أن يحول المئة جنيه التي أحملها إلى خمسينتين، أعطيتمها لعامل الديلفري الذي أنزلني من حصني، لأبحث له عن فكة، وجلس بلا مبالاة كاملة، تليق بعضو طبقة عاملة يحتقر كل برجوازي، على دراجته النارية، ينظر، فرحًا من أعماقه، لمحاولاتي البائسة للحصول على فكة
على الأقل، واحدة كانت تحمل بداخلها شيئًا تريد التخلص منه، لدرجة أنها حاولت أن تبدأ حديثًا فلسفيًا بخصوص كتاب أحمله، وهو الأمر الذي لا يليق بميكروباص يخترق شارع ماسبيرو، في ساعة الذروة،
على الأقل، اثنين كانوا أذكياء فعلًا، سائق التاكسي الذي دل رجلًا على الشارع الصحيح، بينما الرجل كان يسأل عن الشارع الخطأ، والرجل الخمسيني الذي أدار عملية لم الأجرة في الميكروباص بسرعة وبدون أي أخطاء حسابية
على الأقل، سمعت حوارين ممتعين، واحد بخصوص زوجة سائق التاكسي، لعل اسمها نهلة أو نهال، وأختها التي رفضت أن تذهب إليهم بأولادها الثلاث للإفطار، وواحد بخصوص صديق رجل ثلاثيني يعاني من مشاكل جنسية، الحوار الأخير اشترك فيه أربعة في الميكروباص، وانتهى حين حاولت أخيرًا الاشتراك بنكتة لم يستلطفها أحد.
على الأقل، رأيت سبعة أشخاص غاضبين، خمسة كانوا يتعاركون سويًا، بشكل حضاري جميل، دون أن يلمس أحدهم الآخر، وإن هددوا بذلك، وانتهت المعركة حين مل الجميع، واثنين تعاركا حول فتاة اتهمت أحدهما بالتحرش بها..View more
+ 3 💬 messages
read all
أسكنٌ في لوحةً تُصور رجلاً يهرب من سجن عبر سلم يعود به إلى زنزانة أُخرى في السجن نفسه، ليكون عليه الهرب مُجدداً، الرجل يُمسك بالباب بحرص استعدادًا لغلقه ويحمل حقيبة على ظهره وحقيبة في يده، يقف على أطراف أصابعه العارية، وفي فمه حذائه، ينظر للأمام مُترقباً ومُبتهجاً، في اللوحة بيوت مُحيطة بالسجن من جميع الهجات، تخرج من نوافذ هذه البيوت رؤوس جيران السجن وهم ينظرون إلى الرجل باهتمام، كنت أنا أحد هؤلاء الجيران، كان على جيراني أن يُظهروا حماستهم العارمة، بينما كان على أن أمثل الحسرة العالمة بمصائر الأمور، إذ أن بيتي كان على المُنعطق المُخادع الذي يعود به إلى السجن، وكان علي إذن أن أشارك الجمهور الذي ينظر للوحة نفس الانطباع، أن أكون في آن واحد، في اللوحة وخارجها، وأسعدني ذلك لأنه ضاعف من قوة وجودي في الصورة وأقصاني عن نظرات الشفقة المتعالمة للجمهور الذي يرى المصير، غير أن تلك السعادة لم تقض على- الرُعب - الذي يسكُنني كلما فكرت في أن أدير وجهي عن الرجل والجيران والجمهور وأنظر إلى داخل البيت الذي أطل من نافذته..View more
يهمني الدين لا العادات والتقاليد، امنحيني أدلة واضحة لا سببًا يتضمّن رفض الجماعة أو جدكِ الخامس الذي تجهلي أنتِ بنفسك اسمه، أقبل الاختلاف، أنا وأنتِ لنا آراء مختلفة قد نتفق معها في هذه اللحظة وغدًا نخالفها تمامًا، ليس تناقض إنما نضوج، ولأنها "فكرة" قابلة للتغير وليست مبدأ أساسي راسخ..
+ 1 💬 message
read all
المانيا للعمل والكارير ، وفرنسا للإستقرار.
+ 1 💬 message
read all
كانت للغروب إمبارح " درجات اللألوان في السما كان لطيف.."
مثل الجميع، أمتلك لحظات آمنة في حياتي، يمكنني أن أغمض عيني وأتسلل إليها، جلسة في مقهى، رحلة في النيل، أو يوم دراسي، بعيد، وشديد العادية، يصعب أن يختاره زميل آخر ليتسلل إليه، وكلما تمكنت من خلق لحظة جديدة والقبض عليها، يمتلأ قلبي بالطمأنينة لذلك، هذه أشياء لا يمكن أن يستردها مني أحد، لقد استحققتها إلى الأبد، غافلت صخب العالم، ولم يعد بوسعه استعادة ما اقتنصته منه، وإن حاول، سأختبى في لحظة آمنة حصنتها جيدًا، مقهى كان يهرب إليه بطل رواية لم أعد أذكرها، وإن كنت أذكر الوصف الدقيق لطريقه إليها، انحناءات الشوارع، وشكل المحلات المجاورة، اسم المقهى، وأشكال الجالسين، المرأة ذات الحسنة في اليمين، الرجل العجوز على الطاولة البعيدة، وثلاثة شبان وفتاتان يتضاحكون بطمأنينة البدايات، وكنت أضفت إلى المقهى فتاة مرتبكة هربت من أهلها في رواية أخرى لكاتب أخر، ونادلة مقهى جميلة من فيلم ستيني محتفظة بلونها الأبيض والأسود، وفي المقهى بابان، باب ينفتح على حفلة سبعينية صاخبة، وباب ينفتح على ملحمة حربية قديمة، بينما باب المقهى نفسه ينفتح على لحظتين مختلفين، يجب التفكير في كلتيهما معًا للدخول، إحداهما لصمت قرية غادرها كل سكانها هربًا من الطاعون، والأخرى على صباح مشمس في صحراء يستعد أهلها لاستكمال الرحيل، وأنا أجلس في مواجهة بطل الرواية، قاطعًا عليه سرده، وأنظر لبطلة الرواية الأخرى لأطمئنها أن كل الأمور ستسير على ما يرام، وأن أحدا لا يمكنه العثور علينا هناView more