لو أن بإمكان أحدنا الفرار صوب ذلك المشهد الذي لن يصل إليه أحد، لكنّا انتظرنا، ذلك الذي نعرف أننا ننتظره، لكنا عرفنا، أنه في النهاية، هذا كله ليس سوى نزول بطيء للقبو المعتم، وقد اكتسى بالفوضى والنواح، بلون حياتنا، وهي تغرق تدريجيا في الموت..
شارع البحر في رفح مثل شارع الاستقلال في استانبول
أكثر من مليون شخص يعبره يوميا
الحشود هائلة والكتف بالكتف..
لكنهم ليسوا ذاهبين إلى نزهة
بل إلى الموت..
لم يكونوا أهل غزة حتى مرئيين بالنسبة للعالم، بل ضبابا يتبدّد..
نحن الضباب المتبدّد حول البيوت ومحيط الأشجار وعلى الساحل، في العتمة وفي الزوايا الحادة.. غدا، عندما تشرق الشمس، لن نكون هنا..
لا أصدق أننا نرثي مدينتنا، وقد لفت البرودة روحها بالكامل
يُقتل كل يوم بشر على مذابح غريزتهم الأولى، الجوع.
مبروك للبشرية، مبروك للحضارة قرابينها
يا له من خرابٍ في الوجود
يسطعُ بدلاً من العدمِ..
إننا موجودون.. ونحترق.. إننا نضيءُ
المسخَ البشريّ
بكل أضوائنا الممكنة..
في هذه الحرب
لا أملك شيئا لأخسره
كل أمتعتي ضيعتها قبل سبعين ربيع
كلام الليل عني نسيته
وكنت وحدي
خاويا من طعم إخواني الصغار
جاهزًا للموت
لكنه لا يأتي
عابرًا لكل ملامح الغرباء
جائعًا
باردًا
وحيدًا
في هذه الحرب
أحلى الأمنيات أن أكون غيري
فوضوي مثل الرماد
أقرب ما أكون البحر
أبعد ما أكون عن النوارس
لغتي هزمتها
وجوه القتلة تبتسم
ولا أملك أي صكوك الغفران.
:: محمد راضي عطا
قول : نسيت وجهك..!
أقول : مثل نيسان هو
تقول : دافئٌ.. متعجلٌ.. ودود.
أقول : بل متناقضٌ مثل صكوك المغفرة
تقول : في أصفهان أنت نذرُ التائبين.
كل الحياة تعطي فرصة ثانية للتجدد
عدا البشر