إن أسوأ ما يصيب المرء هو فقدانُ الطاقة إتجاهَ الأشياء التي سعى للحصول عليها ، فقدان الطاقة في التحدث مع الأشخاص المقربون لقلبه ، فقدان الطاقة للمناقشات والمحادثات الطويلة ، العتاب واللوم على الأشياء التي تزعجه وتثير غضبه ، وفقدان الطاقة حتى على التعبير عن مشاعره . . !
فقدان الشغف: ها أنا انهض من فراشي مجدداً بلا رغبة حقيقية في النهوض لكني مجبر على مواصلة عملي لأني لا أملك إلا أسباب تافهة بالنسبة للبعض تخجل الجهر بها، اتناول طعامي وأنا فاقد تماما للشهية وللمذاق فلا فرق بين البصل وقطعه من الحلوى ،اجلس مع الناس لتّجنب سؤالهم عن غيابي! لأني مجبر على أن أكون طبيعيا! وفي واد آخر انا بأفكاري واضطراباتي ومخاوفي رغم إني أجلس معهم إلا إني بعيد كل البعد عنهم، أراهم يضحكون فاضحك معهم دون أن أعرف سبب هذا الهرج والضحك لكني اضحك! واذا تأخرت القهوة قليلا فلن انفعل فربما لا اطلبها من الأساس، وإذ حققت انجاز هام في حياتي لا يهم فمهما طال سيأتي شيء يحطمه ويهزمه! هذا قد وعدك بالبقاء اقول لنفسي "كم سيكون رائع لو كنا التقينا قبل تشبع قلبي بالحزن والتعاسة" اواصل القيام بمهام الطبيعية كإنسان طبيعي مسالم لا يريد إن يؤذي أحد أو يتأذى بأحد، ثم يأتي الظلام فينخلع وشاح ثباتي وتهزمني موسيقى جديد أو مقتبس حزين لكاتب يشعر بما أشعرُ ،تقتلني الذكريات ويحرضني الأنين على الصراخ! لكني لا استطيع الصراخ! لا أملك سببا قوياً أخبر اهلي به أن استيقظوا يوماً على صراخي! لا أملك إلا الاعتذار حتى عن افعال وكوارث لم ارتكبها! اشفق على نفسي! مسكين كيف تتحمل كل هذا بالخفاء! اواصل التأمل والتفكير نحو الاشيء، الاشيء متعب جدا يا صديقي، من فرط الآلام وبعد ليلة في غاية القسوة كأن بطلها الصراخ الصامت والبكاء المرتعش.. اغدو في نوم متقطع لأواصل اكتئابي مع كوابيس اقل قسوة من الواقع.. ثم استيقظ من جديد واعيد نفس المهام.. وفي النهاية "أن أكون مكتئبا فهاذا لا يعني أن أكون منعزلا فربما اكتئابي يجيد التمثيل.