اتسألت السؤال دا و الصراحة ملقتش اجابة مرضية شخصيا فا I'll pass it to you : When will you say that you are successful?
أظن إن مصطلحات النجاح والإنجاز دي اختراعات رأسمالية وفيها استغلال لشعور الفقد باعتباره أحد المشاعر الأصيلة عند الإنسان. إدعاء إن الوصول إلى مكانة ما أو شخص ما سيُزيل آلام المرء وأحزانه وتصبح عندها الحياة وردية و(مية فُل وعشرة)، هذا الإدعاء وثيق الصلة بفكرة إن الموصول إلى سلعة ما هيؤدي إلى الإشباع والرضا، لكن - ويا للأسف - يصل الإنسان إلى السلعة أو المكانة فيتتبخر أوهام الرضا ويعود خائباً مخذولا ويُعيد الكرة وهكذا ..فالفكرة نفسها من شأنها خلق إنسان استهلاكي بامتياز.
وإلى جانب رفضي لاستغلال احتياجات الإنسان وشعوره بالفقد، في سبب تاني يجعلني أنظر بارتياب لرواد مدرسة حلم الوصول، وهو إن مفهوم الإنجاز بيعزز الحكم على الإنسان من جانب واحد، واختزال تجربة الوجود في فعل واحد..طريق واحد و إنجاز واحد.
يعني الأستاذ اللي قاعد قدام ده حاصل على شهادة المش عارف ايه و يعمل كرئيس إدارة مراجيح مولد النبي ..فنسقف له كلنا ونقف إجلالا لعبقريته، لكن الفاشل اللي قاعد ورا ليس مدير مراجيح مولد النبي، فنُبطن - أو حتى نُظهر- نظرة احتقار له و لا نعُده شئ أصلا ..وهكذا
في حين إننا في الواقع لا نعرف شئ لا عن الأستاذ اللي قدام ولا اللي ورا، هل هناك أي اعتبارات أخلاقية تحكم تصرفاته؟ وكيف يتصرف مع أولئك الذين لا يملكون له ضرراً ولا نفعاً؟ هل يعتذر إذا أخطأ في حق أحدهم؟ هل يراجع سلوكه وأقواله أصلا؟ هل يُقدر الوقت الذي أمضاه في سماع قصة صديق؟ هل لديه صديق ؟ هل يهتم بأن يكون كتفاً يستند عليه الضعيف وناصحاً أميناً للحيارى والتائهين؟ هل يتعاطف مع آلام شخص دون أي صلة به؟ هل يمتلئ قلبه إجلالاً ودهشةً كلما فكر في اتساع العالم وضآلة الإنسان وكرم الرحمن؟ ما هي الأسئلة التي تشغله أصلا؟ هل يشعر بحنين خفي لسماع لحن هادئ قادم من بعيد؟ هل يتحرك شئ بداخله تجاه الجمال حوله؟ هل يلاحظ ما هو جميل أصلا؟
ما أعنيه في النهاية هو أن التجربة الإنسانية دائما أغنى والتجربة الإنسانية دائماً أعمق، وإنه يعني هلكَ الفتى ألا يراحَ إلى الندى ..وأن لا يرى شيئا عجيباً فيعجبا :))
لكن هذي ليست دعوة للخمول وترك السعي وإن ما فيش شئ يستحق. لا طبعاً، الفقد والمكابدة أمور ملازمة للإنسان ولا تنتهي بالوصول لأي مكان ولا أي مكانة. فبدل السعي لمكانة ما، حريٌ بالمرء أن يحدد لنفسه approach للتعامل مع الحياة وأحداثها..أو ممكن نسميها منظومة قيم يعود إليها ويراجعها و أن يكون مُخلص وأمين في حكمه على تجربته وإلا سيغرق في بحار من الزيف لا قرار لها.
بيلفت نظري هنا إن القرآن لا يستخدم لفظ ( نجاح) وإنما لفظ ( فلاح) ولو بحثنا في المعجم هتلاقي من معاني الفلاح الفوز ومن معانيه البقاء والمداومة ويُقال " لا أفعل ذلك فلاح الدهر" أي مدى الدهر. ويربط القرآن فلاح المؤمنين ب " الذين هم في صلاتهم خاشعون" اللي هو مكابدة يومية مستمرة ملازمة لوجود الإنسان.
وإلى جانب رفضي لاستغلال احتياجات الإنسان وشعوره بالفقد، في سبب تاني يجعلني أنظر بارتياب لرواد مدرسة حلم الوصول، وهو إن مفهوم الإنجاز بيعزز الحكم على الإنسان من جانب واحد، واختزال تجربة الوجود في فعل واحد..طريق واحد و إنجاز واحد.
يعني الأستاذ اللي قاعد قدام ده حاصل على شهادة المش عارف ايه و يعمل كرئيس إدارة مراجيح مولد النبي ..فنسقف له كلنا ونقف إجلالا لعبقريته، لكن الفاشل اللي قاعد ورا ليس مدير مراجيح مولد النبي، فنُبطن - أو حتى نُظهر- نظرة احتقار له و لا نعُده شئ أصلا ..وهكذا
في حين إننا في الواقع لا نعرف شئ لا عن الأستاذ اللي قدام ولا اللي ورا، هل هناك أي اعتبارات أخلاقية تحكم تصرفاته؟ وكيف يتصرف مع أولئك الذين لا يملكون له ضرراً ولا نفعاً؟ هل يعتذر إذا أخطأ في حق أحدهم؟ هل يراجع سلوكه وأقواله أصلا؟ هل يُقدر الوقت الذي أمضاه في سماع قصة صديق؟ هل لديه صديق ؟ هل يهتم بأن يكون كتفاً يستند عليه الضعيف وناصحاً أميناً للحيارى والتائهين؟ هل يتعاطف مع آلام شخص دون أي صلة به؟ هل يمتلئ قلبه إجلالاً ودهشةً كلما فكر في اتساع العالم وضآلة الإنسان وكرم الرحمن؟ ما هي الأسئلة التي تشغله أصلا؟ هل يشعر بحنين خفي لسماع لحن هادئ قادم من بعيد؟ هل يتحرك شئ بداخله تجاه الجمال حوله؟ هل يلاحظ ما هو جميل أصلا؟
ما أعنيه في النهاية هو أن التجربة الإنسانية دائما أغنى والتجربة الإنسانية دائماً أعمق، وإنه يعني هلكَ الفتى ألا يراحَ إلى الندى ..وأن لا يرى شيئا عجيباً فيعجبا :))
لكن هذي ليست دعوة للخمول وترك السعي وإن ما فيش شئ يستحق. لا طبعاً، الفقد والمكابدة أمور ملازمة للإنسان ولا تنتهي بالوصول لأي مكان ولا أي مكانة. فبدل السعي لمكانة ما، حريٌ بالمرء أن يحدد لنفسه approach للتعامل مع الحياة وأحداثها..أو ممكن نسميها منظومة قيم يعود إليها ويراجعها و أن يكون مُخلص وأمين في حكمه على تجربته وإلا سيغرق في بحار من الزيف لا قرار لها.
بيلفت نظري هنا إن القرآن لا يستخدم لفظ ( نجاح) وإنما لفظ ( فلاح) ولو بحثنا في المعجم هتلاقي من معاني الفلاح الفوز ومن معانيه البقاء والمداومة ويُقال " لا أفعل ذلك فلاح الدهر" أي مدى الدهر. ويربط القرآن فلاح المؤمنين ب " الذين هم في صلاتهم خاشعون" اللي هو مكابدة يومية مستمرة ملازمة لوجود الإنسان.
+ 1 💬 message
read all