(إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
..
لا يستطيع مسلم أن يمر على هذه الآية ولا يستشعر دقائق صنع الله في نفسه وتدبيره لحاله وكيف يسوق النعمة على محمل اللطف والعطف.
بدأ سبحانه باسمه اللطيف واختتم بالعليم الحكيم؛ ثلاث أسماء حسنى تخبر وعيك وتوقظ إدراكك بأنك لست بمعزل عن رعايته ولحظ عنايته.. فهو اللطيف الذي يسوق الخير من حيث لا تشعر، والعليم الذي يصرف السوء من حيث لا تعلم، والحكيم الذي يمنح ويمنع لحكمة غابت عنك.
ولك أن تستنشق نسيم لطفه تعالى حين تدرك أن الاية خرجت من بين شفتي يوسف عليه السلام وهو يرى تحقق رؤيته بعد سنوات طوال من البعد والجفاء والابتلاء... نطقها يوسف وفي يقينه أن المدبر لكل هذا المشهد هو
اللطيف
العليم
الحكيم.
"وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ."
كل سعي في هذه الدنيا لا يقود الى الآخرة لهو سعي نحو الهلاك.
وكل حركة لا توافق مراد الله لهي قابلة للعرض أمامه يوم القيامة وقد تكون سببا في الفضيحة أمام رؤوس العباد.
فمراد قوله تعالى:"وأن سعيه سوف يرى" يفسر من وجهين .. الأول أن عمله سوف يحاسب عليه .. والثاني أن عمله سوف يراه الناس يوم الحشر.
فاللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء.
نحن محظوظون جدا..
الله لا يرحل.
له علاقة بقلبه.. ونبضه ..
فالوجه مرآة القلب
هذه وصيتي لمن بعدي.. فاقرأها قراءة لاحق لسابق..
حروفي لك الآن من غير رد .. ولو سمعته لفهمت القصد
اليك الخلاصة في عجالة..
الخالق .. لا تدعه لأجل مخلوق.
دينك .. لا تبعه لأجل دنيا زائلة وإياك أن تترك باقٍ لفانٍ.
دعاؤك .. أعز ما تطلبه رحمة الله.. وأعلم أنك مهما طلبت فإنك مطلوب لدى الطالب.
الوالدين .. لا تلفتت ثانية عن قوله "كما ربياني صغيرا".
أفعالك .. ابدأها بالابتسامة واختمها بحسن الخلق.
فإنك لا تعلم أي حسنة تدخلك الجنة ..
ولا تدري أي سيئة تهوي بك في النار.
هذه وصية عبد مفتقر لدعوتك .. فلا تبخل.
+ 1 💬 message
read all
التعلق بالله..
العزلة عن الناس سلامة للدين ورضا للرب وطمأنينة للنفس وبعد عن الشر وفوز بالقرب من خالق القلب.
