"ولكن..
من الذي سيوقظ الشمس في الصباح؟
من سيعتني بالزهور في الحديقة؟
من سيعطف على القطط الخائفة؟
من سيطعم الكلاب الجائعة؟
من سيلقي الشعر على مسمع الأطفال و الأشجار؟
من سيكافح الحياة؟
من الذي سيقرأ القصص قُبيل النوم؟
من سيضع الغطاء على الآخر؟
من سيطبع قبلة على الجبين؟
من الذي سيزور قبر الآخر؟
من سيدعو له؟
من سيغطيه بالزهور؟
من سيرويه؟
عزيزتي
لا، لن نصنع موتنا معًا..
لن نرحل معًا
هذا ليس عادلًا بحقِّ الحياة
ولا بحقِّ الموت حتى!
لذا، أرجوكِ
ابقي هنا
هنا،
حيث الشمس دائمة الشروق
حيث السماء زرقاء، و تكتظ بالغيوم و الطيور في النهار
و سوداء، مرصعة بالنجوم في الليل.
حيث مطالع الجبال خضراء
و رؤوسها بيضاء مُهلَّلة بالسُحُب الرمادية..
حيث حقول القمح خيِّرة
و فراشاتها نيِّرة..
هنا،
حيث المحبة دائمة الإزدهار
حيث الزهور دائمة الإزهار
حيث القطط دائمة الوداد
حيث الغرباء دائمي الابتسام..
هنا،
حيث الليل قصير
و التعب وجيز
و السعادة موجودة
والمتعة يمكن ابتكارها
و الألم قابل للزوال،
بقبلة..
هنا،
حيث الأرق قاتل متسلسل،
قطعة تلو أخرى
يجلعني ألتهم نفسي..
عزيزتي
ابقي هنا،
لأنني من سيرحل."
View more