الفراغ يسحق الشخص فعلياً ، شيئاً ما يصبح ناقصاً لكن ماهو ؟ لاأعرف.. كشخص يشعر بأنه قد نسي شئ بعد أن خرج من بيته لكنه لايعرف ماهو ،يتوقف ،يقلب جيوبه ..ثم يكمل مشيه بعد ان فقد أمله في معرفة مافقد.
لن ابحرَ بعيداً...غرقتُ عند حافة الباب طوعاً. نسيت المجاديف في الحلم و غفوتُ و وقعتُ و نزفتُ و صرختُ...انا الوقت الإضافي انا الفرصة الضائعة انا الموجة الصامتة بين المد و الجزر...نجوتُ تكراراً من الحريق حباً و غنوةً و أخطأتُ و صليتُ و بكيتُ للمرة الأخيرة على نجاتي و سذاجتي. استودعتُ شراعي عند مفترق الطريق علّه يجد سلوانهُ في غروب الغيم الصاخب،وبقيتُ بقربي و إنتظرنا الشراع الثاني علّه يأتي ساكناً على ناصية الحلم...
اتعلم يا صديق.. مع مرور الأيّامِ و الأشهر سنتغيّر كثيرا، سنحب ما كرهنا و ربّما نكرهُ ما نحبْ ؛" سنصبحُ أشخاصاً آخرين ! و سننسى الكثير من الأشياء! ربما سيموت شغف كالوهم لطالما عشنا لأجله، ويذهب عنا كل الاصدقاء، لربما سنفقدُ مع مرور الوقت الكثير من الأشياء الجميلة ! فلا تحزن ؛ { فكلّنا سنتغيّر} ?..
تسكنني اللامبالاة يا أمي...أضناني العد و الإنتظار حتى ذبلت... نسيت و تناسيت و مضيت... كيف كان الإحساس في آخر مرةً؟ احاول استذكاره و كأنه مركون في احدى صناديق جدتي العثًة... أين أنا يا أمي؟ من أنا؟ قطعت رصيف الأرض أغوتني الغيمة كأنها الوعد الأصدق في واقعي... تناديني واحدةً تلوَ الأخرى و أغفو بأحضانها... هل أخطأت عندما أردت ان أرى الاشباح ملونة؟