أعوام وهي تقول له "كم انت وسيم!" كانت تراه بعيون القلب، وعيون الماضي، وعيون الغد ، وعيون النعمة ،وعيون الامتنان للحياة ، وعيون الأغاني ، وعيون الاشعار ، وعيون النساء ،وعيون الوفاء...وعيون الغباء. كلّ عيونها كانت مشغولة بتلميع تمثاله . يوم أحبتّه غدت كلّها عيوناً. ما تركت لنفسها من آذان لتسأل : لماذا لم يقل لها يومًا "كم انت جميلة"! بينما كلّ العيون من حولها كانت تقول لها ذلك. كان حبّها فضفاضّا إلى حدّ غطّى كلّ عيب فيه، وكان حبّه ضيّقٌا إلى حد لم تبق شعرة في وجهها لم يطلْها الملقط إلاّ ورآها.