مابين الحين والحين يراودني ذاك الشعور بعدم الاستحقاق، بالفشل، اختصارا.. أشعر بأنني السوء كله مجسدا على قدمين، ربما طلبت مساعدة أحدهم بحسن ظن، والناتج طنا او اثنان من السوء يضافان فوق السوء المحمل على هاتين القدمين..
غريب بلا وطن، بلا بيت، بلا سكن، غريب بين غرباء، انتهت رحلته ووصل اخيرا للقاع، كنت هناك ذات مرة، أذكر هذا جيدا رغما عن ذاكرتي الركيكة، ولا أذكر كيف صعدت ولا كيف هربت، أذكر اشتهاء الموت، وعدم الحصول عليه، وأذكر بصيص نور لم أعد أراه تلك المرة، ربما وصلت لقاعٍ بعد القاع!
بلا وعود، ولا أمل، هكذا كانت البداية، سِنة قصيرة تخللت سباق الزمن، لحظات مختلسة من وقت لا نملكه، ولعمري أن السرقة هاهنا لها لذة تفوق كل ما يؤخذ عن طيب خاطر، وإن وُجدت اللذة خُلق الأمل، ليفيق الزمن ويصفعه صفعتين، الأولى حد السرقة، والثانية ذنب الوجود بذاته، وهكذا، بلا وعود ولا أمل، كانت النهاية..
ينقصني وظيفة مملة ذات أجر مقبول، ينتهي دوامها مبكرا، وأحظي بباقي الوقت لطهي الطعام ومشاهدة التلفاز، ونافذة يطل البحر منها، وشخصا بسيطا يشاركني مللي، ينقصني قليل من الاطمئنان، وبعض الهدوء..