"أنَّ رجلًا سأل أيُّ الشهداءِ أفضلُ قال: الذين إن يُلْقُوا في الصفِّ لا يَلفِتون وجوهَهم حتى يُقتَلوا، أولئك يَنطلِقون في الغُرَفِ العُلا من الجنَّةِ، ويضحكُ إليهم ربُّهم، وإذا ضحِك ربُّك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حسابَ عليه."
كمان أسبوعين، 20-21 الشهر
الحمدلله
"على حالها الروحُ التي أنت حالُها
يظلّ إلى عينيك يعدو غزالها
سهادٌ وآمالٌ ودمع قصيدةٍ
تنوحُ بمرآة الفؤاد ظِلالُها
أجيئك من أمسي، ووجهي كأنه
سماءٌ يصلي بالنجوم هلالها
وحزني كما الغمد القديم وقد أوت
إليه سيوفٌ جرّحَتْه نِصالُها
لقد بان للأيام بعدك أوْجُهٌ
وشحّتْ أياديها وشانت فعالُها
ولم يبقَ في الأحلام إلا حقيقتي
بأنّيَ نارٌ قد أُريقتْ دِلالُها!"
"قدْ مَرَّ ليلٌ، وبَعدَ الليلِ سَيِّدَةٌ
لَوْ مالَ رأسُ المدى كانتْ لهُ كَتِفا
شَفَّتْ، وَعَفَّتْ، فَما مَرَّتْ بِذاكِرَتي
إلَّا وَسَالَتْ بِرُوحِي مَرْوةٌ وَصَفا
أنا ابْنُها مُنذُ أَنْ سارَ الزَّمانُ إلى
بَحْرِ النَّبيِّ لكي يَسْتَودِعَ الصَّدَفا
وَمُنْذُ سارَتْ مَعَ النَّجوى قوافِلُها
والغَيْمُ يَفْتَحُ للتّاريخِ مُنْعَطَفا
تَمشي بِمَكَّةَ، إلَا أنَّ خاطِرَها
مازال في الشّامِ مِنْ شَهرَيْنِ مُعتَكِفا
فإنْ رَأَتْ غَيْمةً تَبْتَلُّ لَهْفَتُها
لأَنَّ في ظِلِّها الوعدَ الذي أَزِفا
حتّى إذا مَسَّ ضَوْءُ اللهِ وَرْدَتَها
نادَتْ، فَما خَيَّبَتْ ياءٌ لها أَلِفا"
"لم أسترح في اليوم السابع
ولا في اليوم الثلاثين.
كان جسدي مشغولاً برصف الطريق
وكان بالي مشغولاً بالسائرين عليه.
لو كنت صانع نخلٍ،
لأنضجتُ قُطف البلح وانصرفت.
ولو كنت صانع زرافاتٍ،
لانتهيت من تلوين الأعناق الطويلة.
لكنني صانع طرقٍ لا تنتهي
وحالمٌ بخطواتٍ لا تتوقف."
"أرى الأشجار، على الضفة الأخرى، تهتزّ وتتمايل، ومثلها السهم في قلبي".
"وما دمتِ أنتِ باقية، فليذهب كل شيء".
"بماذا يشعر من أدرك أنه قد عاش لتوّه ذروة لحظات حياته؟"