ستظل تتفاجئ بردات الفعل التي لم تكن تتخيلها، ثُم ستصل إلى يقين تام، بأن كُل شيء مُمكن أن يحدث، ومن أي شخص وأن الله هو الأمان الوحيد في فوضى هذه الأرض .
يزعم المرء أن إيمانه صادق، وصبره عظيم، وعزمه شديد، ونفسه كريمة؛ فلا يُمحص حقيقته إلا الابتلاء والشدائد، لِيُختبر بما يظنه في نفسه: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }.
ندمت كثيرا باتخاذ قرار الصمت كما ندمت كثيرا باتخاذ قرار الكلام ، وأعتقد أن اكتساب الخبرات مع الزمن كفيلة بجعل الإنسان يدرك أكثر متى من المصلحة أن يتحدث أو يصمت .
الرِضا بابٌ للطمأنينة والسعادة والسلام في هذه الحياة، فالإنسان الذي يفيض من أعماقه شعور الرِضا ستجدهُ غنِيّاً، مُمتلِئًا، ترتسم على ملامحه الظاهرة والباطنة سِمات الهناء، وهو يتوَلَّد من تعويد الإنسان لنفسه عليه حتى يظفر بثماره الطيّبة: "فمَن رَضِيَ فلهُ الرِضا"
اعلَم بأنها تُطوَى، وتمرّ، وكأنها ما كانت، ولا أناخَت ركابها الثقيلة على النفوس ، كل تلك الأوقات التي ظننت من فرط عِبئها بأنها دائمة، تمضي وتترك في أعقابها رسالة مضمونها، لا بقاء لشيء، ولا دوام لحال، وأنّ الحياة بكل ما فيها في حركة مُستمرّة، ومُتغيّرة، ومُتجدّدة .
تصرَّف كأنّ الكون كلّه لك، لا تخف، لا تقف، تسيَّد، تقدَّم، طهِّر عقلك من التشاؤم، وافتح قلبك للحياة فما هي إلّا سفر قصير، وإن سقطت اغتنم فرصة سقوطك في تنظيم فوضاك وتقوية مسعاك، وإن بكيت رحِّب بدموعك فالبكاء يغسل غبار الألم، وعاهد نفسك بالمعالي ثم انهض مُعتزّا كأنك لم تسقط يومًا .
إذا أظهرت الأمان لمحبك اختفى تملكه لأن نزعة التملك تتضمن الحاجة الملحة إلى إثبات المحبة، وحين تثبت له قولا وفعلا أنك بقربه في اليسر والعسر ستجد أنه اطمأن وسكن، فإذا ظهر الأمان اختفى التملك، وهكذا لا تستقر الصلة بين المحبين إلا بإظهار الأمان .
الاحترام ركيزة العلاقة السليمة وباعِث دوامها، ومعناه أن يَحفظَ كلُّ فردٍ منكما كرامةَ الآخَر، ويصونها من الخدش، والاحترام لغةً مُشتقٌّ من الفعل، حَرَمَ، بمعنى مَنَعَ، والمنع يدلّ على تمييز الحدود وقد يحتمل معنى كلمة حَرَم ، التي تُطلق على كل شيء مُقدَّس لا يحل انتهاكه .
التّطمِين بُرهان على الحُب الصادق، وذلك يتجلّى حين تُفكّر بطريقة حزينة تكشف عن مخاوفك، سيتبيّن لك أنّ مَن يحبك يحرص على تذكيرك بأنه لا ينبغي أن تفكر بطريقة لا أساس لها، سيحاول جاهدًا أن يبعث في نفسك الطمأنينة عند ذروة ارتباكك، هيَ تفاصيل صغيرة، لكنها تُثبِت الكثير .
بقدر عدم فهمك للآخَر، تَتّسع فجوة التباعُد بينكما، عدم الفهم يَضعكما في حيرة، والحيرة تترككما في وحشة الجهل، والجهل يدفعكما لرؤية الشرّ في كل شيء. رُبّما هوَ أفضل مِمّا تظن، ورُبّما أنتَ أطيَب مما يظن، غير أنّ طريقة تواصلكما الضبابيّة ظَلمتْ كل واحد منكما بعين الآخر .
ومِثْلما للشّمْسِ غروبٌ وشروق، للإنسانِ غروبٌ وشروق، فغروب الشمس لا يَدُلّ على اختفائِها، بل يعني انبلاجها في مكانٍ آخر، وغيابُ إنسان لا يَدُلّ على فنائه، بل يعني حضوره في مكان آخر .
عدم تأثرك بشيء ما دليل قاطع على انتهائه فيك، إذا حاولت استعادة إحساسك تجاه شيء ما، وعجزت عن استشعاره، فذلك يعني أنك تحاول استعادة مرحلة انطوت، وما من مرحلة انطوت إلا وأقبلت بعدها مرحلة تليق بالتغير الذي حدث لك .
لا قيمة للحُبِّ مِن دون الفَهْم، فلا يستقيم حُبُّك لامرِئٍ ما لم تفهمه، فلرُبَّما تقدِّم إليه أشياء بدافع المحبة فيُفاجئك ضيقه، وإنّما أنت تحسبها تسعده، والحقيقة أنك لا تفهمه، وفَهْمُ الآخَر ضرورةٌ يجب أن تتمكَّنَ منها لتملك قلبه .