أيام المبالغة انتهت، فكرة أنك تبالغ في عطفك، حبّك، وِصالك، في عصبيتك، وفي حزنك حتى.. فكرة قديمة ما تمنحك غير الظلام. احنا في أيام العينِ بالعين، ضحكة مقابل ضحكة، حب مقابل حب، سؤال مقابل سؤال، تجاهل مقابل تجاهل. انتهى زمن الـ"كُن أفضل" تركنا الأفضليّة والمبالغة لكم، ومضينا بعزّتنا.🖤
"ما مِـنْ شيء يُبقِي الرُوح حَيّة إلا انتِصْاراتُك اليُوميّة الصَغِيرة، تَلكَ التِي لا يُهنئَك عَليّها أحَد وَلا يَشعُر بِها مَن حُولك".🖤
الإنسان أضعف من تحمِّل كَبَد هذه الدنيا بغير كلامٍ من خالقه، فالحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب.🖤
فأسرها يوسف في نفسه، وتسرها أنت، وأُسرها أنا.. وبهذا تستقيم الحياة.🖤
الأرضُ أرضك والسماء سماؤك والجُندُ جُندك، والنصر منكَ وحدك، أمرك غالب ومددَك الإلهي لا يعترف بالحسابات البشرية، تتمّ نورك على عبادك المسلمين ، مقدّرًا لهم إحدى الحُسنييَن، ساكبًا على أنفسهم قوّةً عجيبةً وصبرًا مُجزى بوعدك الحقّ: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا).
آمن روعاتهم، واستر عوراتهم، ونجّهم من الخوف والفزَع ومن الجوع والجزَع واجزهم عن مشقّة الحياة الفانية بما صبروا جنّةً وحريرًا.🖤
طيلة حياتي لم أجد ونيسًا لروحي سوى القرآن، مَدين لكلام ربي في كل مرة كاد عقلي يُجَنّ وينفجر رأسي من فرط التفكير، فتنزل آياته كالسحر على قلبي فيهدأ وتُسكّن مواجعي.
أتذكر في كلِ مرة حاوطني اليأس فضمَّدَت جراحي سورة 'يُوسف'، وكيف بعد كلِ قلق انتشلتني منه "يٰس والقرآن الحكيم"، حينما انغمست عيناي في النوم بعد تلاوتي لِ تبارك، في كل مرة أُنهك من قسوة الطريق فتُلهمني "وأن ليسَ للإنسانِ إلّا ما سَعى".
كيفَ للكلمات أن تَربت على الكَتف والقلب، وتهوِّن مصاعب الدنيا ومصائبها؟
كيف بإمكانها المواساة والتثبيت والإلهام!
فَ بالله 'الأنُسُ كُلُّ الأنُسْ في القرآن'.🖤
إن لم تكن حنونًا في الخطأ ما فائدة حنانك والدُنيا صحيحة، وإن لم تراعي في الحزن ما فائدة مُراعاتك والآخر سعيد، إن لم تتفهم ثورات الغضب والعِتاب والغيرة فما فائدة فهمك للتجاوز والعالم هادئ وساكن، الإنسان أكثر ما يحتاجه إنسانًا يكون كفء في أوقاته الصعبة، أما في الرخاء الكل يصبح كُفئًا.🖤
السبب في شقاء الإنسان، أنه يزهد في سعادة يومه بتطلعه لسعادة غده، فإذا جاء غده اعتقد أن أمسه خير من يومه، فيشقى في حاضره وماضيه.🖤
"لقد حاولتُ اللحاق بالصّالحين ، فجاءت خطواتي عرجاء مُثقَلة ، هُم يُسرعون المسير ، وأنا أسير وأتعثر ، وأصيب وأخيب .. يا الله لست صالحاً كما يجب فأعنّي ، اللهم إن ضللت الطريق فردني ، وإن تهت فدلني."🖤
هُناكَ أشياء يجبُ علينا أن ننتَظِر كثيرًا ونتعَب كثيرًا وندعو كثيرًا جدًّا بصدقٍ وألا نعصي ونتوب ونستغفر حتىٰ نحصل عليها كما نريدها.🖤