" مرحباً يا رفيقي.🖤
أكتب إليك وأنا لم أذق النوم بتاتاً والنُعاس يلتهم عينيّ:

---

كيف حالك وحال قلبك؟ إذا كان مثلي فأظن أنه يشتد ألماً بلا سببٍ واضح ، رُبما السبب أن لا سبب.

أردت إخبارك وأنا في وسط عملي وفي عز إنشغالي بأنك ستكبر فجأة ، وستصبح الشخص العاقل فجأة ، ستُسأل عن أمور لم تكن تلحظ وجودها ، ولا تعرف قيمتها ، فجأة سيُصبح كل شيء في زمام يدك ، فجأة ستنغمس بين مجتمع يكبرك سنّاً ، وستصير الرجل الذي يلقن الأجوبة ، فجأة لن تعود الطفل الذي يطرح الأسئلة ، متأكد من أنك ستبهرهم دوماً بفلسفتك وطريقة طرحك وذكائك في الرد ، سوف تصبح قائد ، يبدو أنك ستصبح عظيماً جداً في يومٍ ما ، وستحزن فجأة ، الذكريات عليك ثقيلة ، ثقيلة جداً ، إياك أن تمشي مخفضاً ظهرك لهذا الحمل ، بل حارب به كل شيء وأرفع رأسك بشموخ كما عهدتك ، ستؤلمك قدميك ، سوف تضربك الشمس ، وتستيقظ مبكراً ، يُبح صوتك ، ويثقل عليك قلبك ، ولكن أريدك على وضعية واحدة ، ثابت كما عهدتك دوماً ، الذكريات الثقيلة ستظل عالقة إلى أن تتركها ، أو تتركك ، أما أنا لم أرَ رجلاً في حياتي رمى خلفه أيّامه الخوالي ومضى ، الناس تتشبث بكل الأوقات الحلوة التي تم قضاؤها ، حتى وإن كانت على ثقة بأن هنالك قادمٌ أجمل ، لذلك ، كُن مستعداً دوماً للحظة سعادة تباغتك من حيث لا تعلم ، إغتنمها جيداً ودع عنك القلق ، وخبئها في ذاكرتك ، ستمر عليك ليالي ستقوم بإسترجاعها ، وتصير هي سر سعادتك الوحيد."🖤