نصيحة لمن خبت شعلة إيمانه ؟!

الإيمان شأنه شأن أي التزام دائم، كالمحافظة على الرشاقة والتريض، أو تنظيم أوقات الاستيقاظ والنوم، أو التخلص من بعض العادات السيئة، أو تغيير بعض الطباع في النفس، مما لا يتغير بطريقة: الهم به ليلًا، ثم نسيانه نهارًا، ثم إعادة الكرة يوميًا مع التسويف في دورات متكررة يمكن أن تستمر مدى الحياة.
.
والمتأمل في أحوال نفسه وأحوال غيره يجد أن هذا هو الحال الغالب، فكلٌ يرجو الرفعة، ولكن قليلًا من يعمل لها، بل يشتكون ثم يحبطون ثم يتناسون حتى يكسر الموت الحلقة. طرق الصعود تنحدر إلى أعلى، وتسير عكس الجاذبية، ولو ما كانت هكذا لصعدها الجميع.
.
ومما لاحظت أنه لازم لسلوك أي من هذه الطرق، التفكير فيها بالنهار قبل الليل وإعطائها حيزًا من وقت الانشغال لا الفراغ، فطالما أن أمرًا لم يشغل الذهن في انشغاله قبل فراغه فهذا يعني أنه لازال لم يحظ بالاهتمام الكافي، وأن هناك أسئلة بحاجة إلى إجابات، وأن النفس بحاجة إلى إقناع أو تذكير، أما الخطوة الثانية فتبدأ منذ الآن .. أقصد أن تعمل الآن .. الآن بمعنى الآن وأنت تقرأ هذه الأسطر، لأن العمل الذي لا تستطيع أن تبدأ فيه الآن، هو عمل قد لا تبدأ فيه قبل سنوات أخرى. الأمر الثالث هو التنظيم، لأني أظن أن تنظيم العبادات هو أفضل بديل عن الإيمان، العبادة التي لا تستطيع أن تُقبل عليها فالتزم بها في برنامج. فإنهما العمل والإيمان يدوران في دائرة محكمة، العمل يزيد الإيمان، والإيمان يزيد العمل، وكلامهما ينقص من الآخر حتى يزولا معًا.
مشكلة أخرى خاصة بوضع بلادنا وأمتنا الراهن، هو تحميل النفس ما لا تطيق، نحن غير ملزمين بكل الإصلاح وبالخوض في كل القضايا، والعمل في كل المجالات، فلكل دائرة من المجتمع دورها، والإصلاح لا يتم إلا من خلال الأعمال الصغيرة المجتمعة، كل في موقعه الذي ينفع به، ولا يمكن أن يكون كل الناس قادة، كما أنه من الصعب أن يقدم الإنسان الكثير في ظل هذا الركود العام، وكل إنسان ملزم بأن يقدم لنفسه برهان صدق موقفه مع نفسه ومع الله صارفًا نظره عن كلام الآخرين المحبط، وعن التحريض، لأن أشد اللائمين عادة ما يكونون أقلنا عملًا، فالذين يعملون أو يحاولون يدركون حقائق الأمور ووقائعها وأحجامها ومآلاتها كما هي عليها لا كما تتخيل، كما يمكن لا كما نرجو، فلابد ألا نجعل هذا الشعور بالتقصير يفسد علينا علاقتنا مع الله، أو يجعلنا نخسر أنفسنا أو احترامنا لها، فلا تكلف نفس إلا وسعها.
.
والمتأمل في أحوال نفسه وأحوال غيره يجد أن هذا هو الحال الغالب، فكلٌ يرجو الرفعة، ولكن قليلًا من يعمل لها، بل يشتكون ثم يحبطون ثم يتناسون حتى يكسر الموت الحلقة. طرق الصعود تنحدر إلى أعلى، وتسير عكس الجاذبية، ولو ما كانت هكذا لصعدها الجميع.
.
ومما لاحظت أنه لازم لسلوك أي من هذه الطرق، التفكير فيها بالنهار قبل الليل وإعطائها حيزًا من وقت الانشغال لا الفراغ، فطالما أن أمرًا لم يشغل الذهن في انشغاله قبل فراغه فهذا يعني أنه لازال لم يحظ بالاهتمام الكافي، وأن هناك أسئلة بحاجة إلى إجابات، وأن النفس بحاجة إلى إقناع أو تذكير، أما الخطوة الثانية فتبدأ منذ الآن .. أقصد أن تعمل الآن .. الآن بمعنى الآن وأنت تقرأ هذه الأسطر، لأن العمل الذي لا تستطيع أن تبدأ فيه الآن، هو عمل قد لا تبدأ فيه قبل سنوات أخرى. الأمر الثالث هو التنظيم، لأني أظن أن تنظيم العبادات هو أفضل بديل عن الإيمان، العبادة التي لا تستطيع أن تُقبل عليها فالتزم بها في برنامج. فإنهما العمل والإيمان يدوران في دائرة محكمة، العمل يزيد الإيمان، والإيمان يزيد العمل، وكلامهما ينقص من الآخر حتى يزولا معًا.
مشكلة أخرى خاصة بوضع بلادنا وأمتنا الراهن، هو تحميل النفس ما لا تطيق، نحن غير ملزمين بكل الإصلاح وبالخوض في كل القضايا، والعمل في كل المجالات، فلكل دائرة من المجتمع دورها، والإصلاح لا يتم إلا من خلال الأعمال الصغيرة المجتمعة، كل في موقعه الذي ينفع به، ولا يمكن أن يكون كل الناس قادة، كما أنه من الصعب أن يقدم الإنسان الكثير في ظل هذا الركود العام، وكل إنسان ملزم بأن يقدم لنفسه برهان صدق موقفه مع نفسه ومع الله صارفًا نظره عن كلام الآخرين المحبط، وعن التحريض، لأن أشد اللائمين عادة ما يكونون أقلنا عملًا، فالذين يعملون أو يحاولون يدركون حقائق الأمور ووقائعها وأحجامها ومآلاتها كما هي عليها لا كما تتخيل، كما يمكن لا كما نرجو، فلابد ألا نجعل هذا الشعور بالتقصير يفسد علينا علاقتنا مع الله، أو يجعلنا نخسر أنفسنا أو احترامنا لها، فلا تكلف نفس إلا وسعها.