زارَني رمضَان وهُو مَا زَرانِي،
ومِن بِينِ ضِلوعِي سَبقَ وأَصابَنِي،
عَهدتُه بِالعونِ فبالرَّحيِلِ أَعانَنِي،
سارَ وَما شَعرَ بِحُزنِي وَلا أَحسَنِي،
مَضىَ قُدمَآ كأَنَهُ ما أَحبنِي،
منْ بَعدِ الثبَات بالهَجّرِ أَهزنِي،
رحَل عَنِي ولوصَالهِ مَا أَدلنِي.
مَضىَ وَغابَ وبِالغيّابِ أمدَّنِي.
سَأتَغيَّبُ عَن هَذا المُتَصفِح،
دُمتُمّ بِوِّد..'*
تمزَقت أَورِدةَ القلبّ،
ومِنَ الحُزنِ تَجرعتُ المَزيِد،
تاهَت مِني خُطى الدَّربّ،
وَلازِلتُ للوِصَالِ أُريِد،
شَنت بِهجرهَا رُؤوسُ الحَربّ،
لا إِهتزَ الفُؤادُ وَلا الوَريِدّ،
لمّ يَقوى أيسَري عَلى النبضّ،
إلا لِهجر ذَاك الحَبيِبّ..!*
كُنتُ لكمّ،
بمثَابة اليَدِّ الحَانِيّة بِكلتَا اليَّدين..'!'*
يُلازمنِي شيء منَ الكَئابة،
ممَا جعَلنِي أَهجُر الكِتابة.
يَا هَوى أَصابَنِي فِي رَّبيعِ الوّردِ،
إِسحَبيِني نحوَّ أحضانُكِ وشُدِّي،
أَرينِي رسمّةَ الشِّفاهِ عَلى الخَــدِّ،
ودَعينِي أَرتشِفُ منَ الوِّدادِ والوِّدِّ،
لنَرى جَمالَ الشَوقِ من بَعدِ العِندِّ،
هلمِّ إِليَّ بِخاصِرتُكِ على زِندِّي،
أَشعريِني بِحَرارة الشَوقِ والجَسدِّ،
لأَرَى بَعيناكِ الحُسن الأبَدِّي،
وَدعِ السَاعات تَمرُّ وَلا تَـعُـدِ،
لنَمضِي سَويآ نحوَّ الخُلدِّ..'*
كُلُ مَن وَجدنَاهُ أَضاعنَا..*'
لستُ أَدرِي مَا بِيِ،
مُغتربٌ عنِي لستُ أَنتمِي لِي.
أَيُنكَ يَامَن رَحلتِي بالبُكاءِ عنِي،
وِفي حَفلة زِفافُكِ،
كُنتِ أولَ من تُغنِي،
أَينُكِ يَا صَاحبةِ المَبادىءِ والقِيمِّ،
يَا مَن إِدعيت الوَفاءَ بِالحبّر وَالقَلمِ
أَصواتُ زِفافُكِ مزقُت أُذنِي ،
وتمايلُكِ وتَراقُصكِ أمَام عيّني،
أَذاقَنِي منَ المرَّ السَقمِ،
إِلى مَن كَانَ هَجرهَا رَغمآ عني،
وَقدّ أَبدلتنِي الفرحَ بالحُزنِ،
إِلى مَن كانتّ تَسكنّ الأَيسرَ مِنّي،
وَزعمتّ بِعشقِي دُونَ الأُمَمِ،
سَتدورُ دُنياكِ بِشكلٍ يَومي،
وَتذيقُكِ منَ الأَلمِ الحُزنِ..'*
لا زَالَ فيِ صدّري،
يَحرق جَميلَ العُمّرِ،
لا زَالَ إِختيَارِي وَجميلَ قدّرِي،
لا زَالَ بَعيدَآ وَإِليهِ أَنا أَجرِي،
وَهَا أَنا مَغلوُبٌ عَلى أَمرِي،
مِن بَعدِ الحِلوِّ أَتجرّعُ المُّرِّ،
لا زَالَ يَسكنُ عيّنَايَّ دُونَ البَشرِ،
وَلا زَال..!*