أصدق جهاد هو قدرتك على أن تُبقي هذا القلب نقياً صالحاً للحياة الأدمية بعد كل تلك المفاجآت والعثرات والانكسارات والهزائم ، وكأنك مازلت في الصفحة الأولى في السطر الأول من مشوار العمر،هو جهادك مع قلبك كي يبقى أبيضاً رغم كل تلك المعارك.❤
لكن الوضع في غاية الحزن يا صديقي، لقد فقدت القدرة على التعبير كما لو إن الكلمات تهرب مني، أحتاج للتحدث مع أحد لربما أجد تفسيرًا لما أشعر به ومع ذلك لا أستطيع وصف ما يحدث بداخلي، انا فاقد للشغف لا أهتم كثيرًا بما يحدث حولي لا شيء يعجبنني لا شيء يثير فضولي، حالة لامبالاة غريبة تجتاحني الوح للراحلين عني كما لو إنني لن اتألم بعدهم وأغلق كل الأبواب امام العائدين وكأنني لم أنتظر عودتهم، أتعامل مع حياتي وكأنها لا تخصني ليست ملك لي، أحاول بشتى الطرق تجنب المناقشات الطويلة مهما كانت، أحاول إيجاد حل لتلك المزاجية التي تدفعني كثيرًا للأنهيار فأنا فجأة أشعر بالسعادة وفجأة أشعر بالحزن وفجأة لا أشعر بأي شيء، كذلك التفاصيل، أركز في أدق أدق التفاصيل بطريقة مزعجة، عقلي يرفض الأستسلام للنوم، أفكر كثيرا وطوال الوقت، مفعول التفكير أشد قوة من الكافيين، انا أفكر دائمًا بطريقة مزعجة، تؤثر على تصرفاتي وفي الكثير من الوقت أشعر بالتعب لمجرد التفكير فقط، وسط كل هذا ما وصلت له لا يعجبنني، لست راضِ عنه، لكنني لا أملك طاقة حتى لتغير كل هذا، لا أملك طاقة لأي شيء، الوضع هنا في غاية الحزن والتعاسة، لكنني أظهر أمامك في غاية الثبات لأنني حتى لا أجد تفسير لكل الأشياء التي تحدث بداخلي .