ليتنا نستأصل الذنوب! أصِرنا ضِعافًا أم أنّها الفتنُ تكالبت علينا! نحسب خُطواتَنا لنرىٰ أيّها ثابتة وأيها متزعزعة، خطوةً نخطوها يمكن أن تكون سلاحًا ذو حدين، فخطوةٌ للمسجد ليست كخطوة للمعصية، خطوةٌ نجاهد أنفسنا فيها لنغض أبصارنا بعد أن صار الذنب متاحًا وبثمن بخس...بل بلا ثمن ليست كخطوة نبحث فيها عن الذنب بحثًا. صار مجرد نزول الشارع لشراء الأغراض أو لأداء فريضةٍ أشبه بحرب! الفتنُ متربصةٌ وكلُّها علىٰ أهُبّة الاستعداد للإيقاع بك، وما إن تشمَّ قدميك ترابَ الشارعِ حتىٰ تبدأُ الفتنُ عرضَها، كأنها مُعدةٌ خِصِّيصًا لك، فتجد سهام العرايا مصوّبةً نحوك، تجد سيوفَ المتبرجاتِ مسلولة، أصوات ضحكاتٍ تنخر آذانك، رائحةُ العطرِ تحاصرك، كِدتَ تَركَنُ إليهم وكادوا يعلنون نصرهم... هنا يأتي دورُك، فإمّا مُحصّنًا قد جعلتَ القرآنَ دِرعًا، واتَّخذتَ من العقيدةِ سيفًا تُشهره في وجوههم، ومن وصايا رسولك رماحًا، فوالله لا يهمك ألفًا من هؤلاء، وإما مذبذبًا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء؛ فلن تحتاج إلى كل ذلك، فقط مجردُ نظرةٍ عابرةٍ كافية لإغراقك والإيقاع بك في سجنٍ مُدَلَهِمٍّ بلا زادٍ أو راحلة...!