يقولُ وجدان علىّ "يَعودُ القلبُ طِفلاً ريَّان المشاعر، إذا تابَ أو أَحبَّ." ♥️أقولُ فى نفسي صدَقَ.. وما التوبةُ فى الأصلِ إلا حُبٌّ يعترى أوصال العبد حتى يطهِّرهُ، وما الحُبُّ فى الأصلِ إلاّ طُهرٌ، فلا يبرح الحُبُّ الصادق عن أيّ قلبٍ حتى يطهُرْ، وما أن يطهُرَ حتى يعودَ إلى سجيتهِ الأولىٰ من البراءةِ والطُهر والخلو من كلِّ إثم، فهذهِ سنةُ الله فى كثيرٍ من خلقهِ، ولكنّ أكثر الناسِ فى غفلةٍ عن هذا القدرِ من العلم. وهذا ما يُفسر كيفَ أنّ الأطفالَ مغمُورونَ بالحبِّ، وكيفَ أنهم أحباب الرب، فقط لأنهم على سجيتهم الأولىٰ من البراءةِ والطُهر.وكلمّا كانَ الإنسانَ على تلكَ السجيةِ من الطُهرِ كان أقرب للقلبِ ومغمورٌ بالحُبِّ وعلى قدرٍ غزيرٍ من القبولِ فى الأرضِ. فالحُبُّ والطُهر وجهان لعملةٍ واحدة وهى سجيةُ الحُسن، فلنحفظ تربةُ القلبِ خِصبة، حتى نزرع فيها بذورَ الحبِّ دائمًا فينبتَ الطُهر أبدًا .