لا أخاف إلا أن أفقد هذا الوهَج، هذا البريق الذي يجعلني أستمر في كوني إنسان، لا أخشى إلّا أن تهز الأمور ثباتي فتشتّتني الجماليات وتبعثرني المغريات، أخاف أن تسرقني الدنيا فأبقى في نهاية الحكاية ممتلئًا بكل شيءٍ عدا نفسي، نفسي الحقيقية التي لا تعرف معنى الزيف ولا طريق السيئات.
خُلقت بهذا الشكل، أحب الأشياء في الليل وقد أكرهها في الصباح، لا أبقى على شيءٍ ثابت، روحي ليست لها شكلاً، لستُ جمادًا، ولستُ حجرًا، أنا كل الأشياء المرنة والصلبة في وقتٍ واحد.
لولا هيمنة المفهوم لحلّت الموسيقى محل الفلسفة ، ولكان فى ذلك فردوس الوضوح ، الدقيق فى التعبير ، وباء من النشوة المتنقلة ، لأن الموسيقى ملجأ الأرواح التى جرّحتها السعادة ..
ونقول بخير لأننا ما نزال نذوب في لحنٍ رقيق، ونقفُ طويلاً أمام بيتٍ من الشعر بديع، ولأننا ما نزال نندهش من جمالٍ عابرٍ ونرِقُّ لكلمةٍ حلوة.. نقول بخير لأن الأمور تسوء والحال تتخبط ونظلّ قادرين رغم ذلك على الشعور وعلى المحبة، وما دمنا نشعر ونحبّ فإنّا بخير.
الفوز الذي يجب أن يحققه بعض الناس في الدنيا، هو أن يتجاوزوا ما حدث، أن يتجاوزوا قصة ما بكل تفاصيلها، قصة قللت من قدرهم عند أنفسهم، وأشعرتهم بأنهم مهزومون بالفطرة، أن يتوقفوا عن الاستمرار في لوم أنفسهم، ويرفعوا سورهم، ولا يسمحوا لأحد ما أن يحدث فوضاه على أبوابهم، الفوز أن يشعروا أنهم قادرون على أن يُكملوا المسيرة بعقل واعٍ ونفسية إنسان لا يحب أن يكون ضحية، ولا يحب أن يقدم الكثير مقابل لا شيء.
أشِعَّ بطموحك حدّ أن لا يحرقك، واركض لحلمك شرط أن لا يُسقِطك. حماسك الزائد قد يصنع فوضاك، ودويّ إصرارك قد يصبح مصدر إزعاجك. لا تضع جهدًا يؤذيك، ولا يدمرك شغفك، وتذكر أنك لست بحاجة لتثبت شيئًا طالما أنّك راضٍ وتحاول.