أنا لا أنسى من جعلني يومًا أُضيء في عتمتي، أو أضحك بالرغم من شُحبِ وجهي. حتى ولو فرّقتنا الأيام والأماكن، فالقلوب شواهد ولا تنسى يدًا مُدّت لها حين شارفت على سقوطها من الحافة..
كانت ليلة من الليالي التي تود أن يخبرك أحدهم بلطف شديد، أنه يحبك، يفتقدك، يراك جميلًا، فتنتهي بكل ما فيها في لحظتها ويذهب عقلك في نوم عميق، تتمنى فيها أن ينتبه أحدهم لألمك كأن الكون وقف قليلًا لأجلك، فتصبح على خير .. كان الامر بكل تلك البساطة و بكل هذا التعقيد.
"واعلم أنك في سن العشرين ستتنازل عن بعض أحلامك وتبني غيرها، وأنك ستبكي كثيرًا في الخفاء لسببٍ مُهم و آخر تافه جدًا، ستُفصح عن رُبع ما فيك وتُخبِّئ ثلاثة أرباعه، وأنهُ مهما كان هذا العُمر جميلاً فإنهُ سيؤلمك قليلاً."
أما عن أمي فهي تشبه كل الأشياء المضيئة، نادرة لا يشبهها احد، هي شمسي الدافئة وعوضي الجميل، هي الوحيدة التي أبكي حين يقولون صف لنا قلبها! أبكي لأني لا أجد كلمة تستحق ما عانته من أجلي، لا شيء يتسع لي في هذا العالم مثل ما يتسع لي صدرها..
أنا استحق أن أصبح شيئا استثنائيا، أن يشعر كل من يرافقني بالفخر لامتلاكه شخص مثلي، استحق أن يحارب لأجلي، وأن أكون أول الأولويات وعلى رأس القائمة، استحق أن يكتفى بي؛ وأن أصبح الاختيار الأول وإن تعددت الاختيارات، فلا الهوامش تليق بي، ولا أنصاف الأشياء تعنيني.?آية عيسي