جريمتي أيّها القاضي أنّي لم أشنُق مشاعري، مسرح الجريمة هُنا بين جنبيّ فانظُر ستجد عطفي لا زال على قيد الحياة، الحنان والحُب والنُبل كلّها هناك في قلبي، ذنبي يا قاضي السماء أنّي إنسان.
لطالما تمسّك بحبالٍ كان يظُنّ متانتها كفيلةً بجعل الوِدّ يدوم، لكن فاته بأنّ اليد التي كانت تشُدّ من الطرف الآخر كليلة، أنّه سيسقُط -نحو الوراء- في نهاية الأمر ليس لأنه ضعيفٌ إنّما لأن الحبال تُرِكَت فجأةً من الجهة المقابلة، أنّه خُذِل.
صباح الخير ثم “ اللهم هيِّئ لنا من أيدينا المرتجفة، و كلماتنا التي نرددها في صمتنا، و من ارتباكنا المتعب، وضعفنا الذي في الأعماق، و من حياتنا التي ما نشاء و ننشد، ما نأمل و نستجدي، ما نحلم و نَجد، و ما نعيش لأجله يا رب " 🤍
كنت أظن ان عَذابات السنين قد انقضت بمرور الوقت - وانتهت تبعاتها- واني استطعت الهرب بعيدًا عنها وعن ما قد يؤذي أيامي الجديدة ، لكن . . هذا الأرق لن ينتهي هذا الفزع ليلًا بعد ليل لن ينتهي، هذا الألم تحديدًا في عمق قلبي لن ينتهي لا شيء ينتهي، أنا ادور في حلقة مفرغة.
ونحن لا نرى زَهْو أرواحنا إلا في هدر كاملٍ لأرصدتنا من الصبر والمكابدة. بينما هناك رصيد لا بأس به من الطاقة العظمى المسمّاة بالحب، ندّخره للأشخاص المفضلين، والمناسبات المؤجلة . . وهذا غريب حقًا.
وما فعلتُ شيئًا غير أنّي ولّيت وجهي شطر الله في كلّ مرةٍ ألمّ بي فيها حزن، سعيتُ لألوذ نحو ركنه الشديد، شكوتُ إليه فما نصحني ولا لامني وتعالى ذا الجبروت عن البكاء معي، لكنه احتضنني بعطفه وأعطاني اليقين 🤍
والويلُ لك.. الويلُ لك من دَفْقِ إخلاصي، وبَطْش رأفتي المحجوبة عن كلِّ إنسانٍ سواك، الويلُ لك من صبري الجميل، وصومي النبيل، وتحفُّظي الثقيل عن كلّ شيءٍ عداك، الويلُ لك يا خاصَّتي . . مِمّا سأمنحك إيّاه دفعة واحدة. الويلُ لك من أثمانٍ لا تُمْنَح إلّا في العمرِ مرّة واحدة.
أين أهرب من تدافع الأفكار الضارية و كيف أتفادى الإمعان فيها و حمل عبء الخيالات الجامحة لها بلا حيلة تحكم توسعها أو طريقة لتخطيها . . كيف لي أن أتخلص من ترصدها لي، كيف أمضي وقتي خالي البال صافي الذهن لا شاردة أو واردة تعكر هذا الصفو فإن هذا التفكير المستمر يشل أركان الرسوّ على شيء ؟
لم أكترث مرة لفكرة من انتصر ومن الذي خسر في العلاقات وكنت أفضل دائمًا الانتهاء بالحسنى كيفما كانت، لكني كنت مخدوعة بماهيتك ورحت أرسم سيناريوهات لائقة للنهاية، بينما ماتطلبه الأمر منك كلمتان على قدر كبير من السُخف هدمت كل شيء، وظللت ممتنة على شعور الانتصار الذي جعلتني أشعر به.
يالهشاشة مشاعِر الإنسان .. تصل إلى مرحلةِ أنه قد يتكدّر يومك بسببِ كلمة ! والأشد منها تعلمُ أن من يُطلق تِلك الكلمات من بني جلدتنا ودائماً يطرقُ إلى سمعه وصيّة الله تعالى: "وقُولُوا للنَّاسِ حُسناً" فلا ينطقُ إلا قُبحاً !
ابتلعتُ في قلبي الكثير من الأشياء، تجاهلتُ العديد من الكلمات والنظرات والنبرات والهمسات وطُرق التعامل، لا ضعفًا ولا خشيةً ولا رغبةً في صون وداد من لا يحترمني، إنما صونًا لهذه النفس من التلوث بالأحقادِ والآلام والشعور بالذنب، صونًا لخاطري من ضراوة الضمير ونهْشِ الندامة!
أريد أن أكون تربيتًا على كتف وحيد، كلمة شكر لمثابرٍ لم يصل بعد، عزمًا يمنع مترددًا من الانسحاب في آخر لحظة، شجاعةً تدفع الخجول لكسر الحاجز . . أريد أن أكون كل ما افتقدته يومًا لشخص آخر، شيء في ذلك يحييني 🤍.
عن شُعورِ مِقصلةٍ تتأمّلُ رُعبَ مظلومٍ يُجرُّ إليها، عن هلعها حين رأتهُ ينظرُ اليها باستغاثة . . فقد كان هو يُحدِّقُ فيها بـ أمل، وكانت هي تستعجلُ عُنقَه ، لـ تُرِيحَهُ من وساوسِ النّجاة ..
"ثم أخشى أن تكونَ مجرّد اختبارٍ سيرى الله فيهِ مدى صبري ، مجرّد عُسرٍ يكتبُ اللهُ يُسرَهُ ، فنفترِق .. اخشى أن تكونَ ابتلاءً أقفُ من أجلهِ أمام الله وأتلعثمُ لأنّي لاأدري ؛ أأسألهُ نجاةً من عُسري معك ، أم أستعيذُ بهِ من يُسرٍ لاتكونُ أنتَ فيه . ."