-
أنبهكم، وأخص بالتنبيه النساء أكثر، أن الاحتفاء الذي تجدونه بهذا العمر في الغالب لا علاقة له بالقدرات ولا المستوى العلمي، وإنما هو احتفاء عائد إلى العمر، وسينتهي مع انتهاء المرحلة، تماما كما نستملح النكتة العادية من الطفل أو إنشاد القصيدة من صبي ويشبه هذا ما ذكره السلف في مناسبة تبسّم سليمان عليه السلام من قول النملة "ادخلوا مساكنكم"؛ فما قالته النملة عادي جدا، ومتوقع، وباعث التبسم صدوره من نملة لا غير. وقد ذكر السلف أن قيمة السنور (القط) تنقص كلما كبر، وكذلك الشباب والبنات ، ويستثنى من ذلك الذين اعتمدوا على متين العلم فالعالم تزداد قيمته بتقدمه في العمر، ولا تنقضي الحاجة منه بمرور الأيام. وكذلك الفتاة المربية العاقلة تزداد الحاجة إليها من أولادها وزوجها وأحبابها كلما تقدمت في السن. ومن قدّم ما يحب في أول شبابه انتهى في آخر شبابه إلى ما لا يحب. وأخص بهذا الكلام أكثر الفتيات فالأوهام المقدمة إليهن كبيرة، والخيال الوردي المعروض عليهن أكبر، ثم إذا مضت مرحلة الشباب وانتهت تلك الحفاوة، وشباب المرأة أقصر من شباب الرجل = تُركن، والسوق لا يرحم وبخاصة في هذا الزمان. القادم صعب والاكتئاب في ازدياد.
الله غالب ♥️
الله غالب ♥️