كتبَ الرافعيّ إلى إحداهنّ فلم تردّ عليه بكتاب منها، فكتب إليها مرة أخرى:
فسبحانَ مَن علّمَ آدمَ الأسماءَ كلَّها لينطقَ بها، وعلَّمَكِ أنتِ من دونِ أبنائه وبناتِه السكوت، والسلامُ عليكِ في أزليّةِ جفائك التي لا تنتهي، أمّا أنا فالسلام عليّ يومَ ولدتُ ويومَ أموت.
الأُلفة تحتاج وقتًا حتى تجد من تألفُ عليه رُوحُك، و تأنس برفقته من تهتمُ بإنتشال وعثاء الحياة عن جسده، من تمسح عن كتفيه عناء العيش، و من تقسمُ من قلبكَ حيزًا له، و تشاطره جزءً من روحك و تشطر له نِصفَ بدنك، من تشعر معهُ من فُرط الأُلفة بأنهُ أنت.