"حين تدق باب أحدهم فجأة ومن غير ميعاد وقبل أن يفتح لك سيتحول بسرعة البرق لقرد شقي ليرتب الصالة - الكنب، الأغطية، الوسائد التي نام عليها الطفل، ألعاب الطفل، بعض الورق والكتب الدراسية، بعض الأوساخ التي تجمعت بعد ساعة من الغداء والخ والخ- تدخل لتجد كل شيء جيد، يستقبلك بهدوء ولطف، حللت أهلاً ووطئت سهلاً، تعال واجلس.
أنت لم تنتبه لشيء، وربما ستجد بعض الأشياء هنا وهناك تطل بخجل، وإن تفحّصت جيدًا ستعرف أي حال كانه، وإن بقيت ستخرج الفوضى تزحف أمامك في الصالة، فإن بقيت مد يدك وساعدهم لأنه أحسن استقبالك.
وهذا ما يحدث، حين تطرق القلوب فجأة ستظن أنها جاهزة وترحب بك، لكن لو استشعرت ستجد الكثير من التجارب والحكايا والخوف والسهر والمحاولات والبقايا، يحاول صاحبها دفنها ليستقبلك، لأنه يريد ذلك، فإن ظهر شيء من الفوضى مد يدك ورتبه، وطمأنه أنك لست بغريب، قد صرتُ منك وحللتُ أهلاً وقلبًا .. مرحبًا بي، ومرحبًا بك بكل فوضاك.. لا تخف سنرتبها سويًا."
View more