حبيبتي النسيان اكثر وجع من اي شيء اذا ما شعرتي انكِ بحاجة الي رددي قصائدي حتى وان كانت بصوت منخفض تذكري انكِ الى الان في ذاكرتي اصدقائي جميعاً تحدثوا عني من وقت الى اخر أرجوكم اذا ما رأيتم فتاهٌ جميله قولوا لها لو كان علّي هنا اليوم لأبتسم او لربما لاكتب ومضة جميلهٌ عنكِ اذا ما شربتم الشاي الذي احبهُ فـ اطلبوا واحد اخر لي و اضعوه على الطاوله لا تنسوا ان قطاعات المدينه تعرفني فـ لا داعي ان تخبروها بـ أنني مُت .. كم تمنيت ان يكون فوق قبري قلم و ورقه .
ع الرغم مِن قُدرتي ع التجاوز ، بس اكتشفت إني ماعنديش بربع جنيه قُدرة على تجاوز وفاة كَريم أخويا ') حتي بعد كُل السنين دي ، كُل مره اشوف اخ ماشي مَع اختُه او بوست اخوات بيهزّروا فيه ، مشاهِد دايماً بتتكرر ف دماغي ، مِن كام يوم عديت على بيتنا القديم (اللي بتعمد أغُض الطَرف عنه في كُل مَرة أعدّي عليه طول السنين اللي فاتوا )ومِن غير قَصد عيني وقَعت عليه ،قَلبي اتقبَض وحسيت إن رجلي تقلت وبمشي بصعوبة ،ذكرياتنا فيه مرّت قدامي في لحظة ، البلكونة اللي كنت بقف فيها اشاور لبابا وكريم وهُما ماشيين ، شكل كريم وانا واقفه ف الشباك اتفرج عليه وهو بيغسل العربية ، البوابة اللي كنت بخاف اطلع منها غير ف ايدُه ، واجري عليها افتحها واستقبله اشوفه جايب ايه وهوّ جيّ ،الفضا اللي قدام البيت اللي كان بيلعب فيه كورة مع صُحابه و سامعة صوتهم وانا ف أوضتي ،فجأة اصطدمت بالوقع ،الشباك مقفول ، والبلكونَة مقفولَة ، البوابة عليها تراب ، الجراچ مقفول ، كَريم مُش موجود ! حسيت بقهر وحسرة حبستهم في نفسي ،ذِكريات مؤذية بتزورني من فَترة للتانيه ، حتي لما بنام دايماً بحلَم ان حياتنا رجعت لطبيعتها وكَريم معانا في بيتنا القديم ،وفجأة افوق على واقع أشبه بالكابوس . الجرح ما زال مَوجود لكن المَشهد ده نبش فيه ، الأمر اللي كُنت بحاول أتجنبه عن طريق غض الطرف عن المكان لما أمر عليه
كلّما أكتبني، كلّما اكتشِفُ بعضاً منّي فأبحث فيّ عن الآخر ألمَح في المدىٰ ،المرأة الّتي كُنت أُدرك حَركاتها ، أتجاوزُ أخطاءهَا ، ألِج إلىٰ داخل وَعي غائب ، أستَكشفُ نظرَته المُعتّمة كـ لياليه أقتفي و أعرّي أثر سماء بلا جَواب ولا صوت أهرَب إلىٰ الشّعر ، ما أن أطأ الأرض بقدميّ حتّى أعيدُ ابتكاراتي وذِكرياتي بصوت خافت كُلّما أكتبني، كُلّما أكتشف بعضاً منّي فأجدُ فيّ الآخر مِن جديد ')