-ما بكِ يا صغيرتي؟ -لا شيء -هل أنتِ بخير؟ -نعم بكل تأكيد -وماذا عن ذبولِ عينيكِ! -لا تُبالي بهما... فأنا بخير حتى وإن إدَّعت عيناي عكس ذلك -وماذا عن قلبك؟ -مُنكسِرٌ بعض الشيء، وفتاته يجرحني لكنني واثقة بأنه لا يقصد إيذائي -وماذا عن وجهك الشاحب؟ -هذا نتيجة ما تعرض له قلبي من خذلان؛ فيظهر على هيئة علامات وآثار على الوجه لا أكثر -وماذا عن رجفة يديكِ؟ -تُريد من يُمسكها جيدًا دون أن يفلتها بعد ملله منها، تريد من يضمها بين كفية لتشعُر بالدفء وتتخلى عن ارتجافها، لكنها لم تعدْ تثق بأحد بعد أن تركها من وعدها بالبقاء -ماذا عن صوت ضحكاتك العالية؟ -صوت ضحكتي مرتفع، حتى يُخفي صوت أنيني، ودقات قلبي التي لو سمعها أحدًا؛ ستُصاب أُذناه بكل تأكيد -وماذا عنكِ؟ -أنتظر استقبال الصفعات التالية انتظار أم لولدها الغائب، الذي مهما طالت غيبته سيعود، وسيتركها تعاني فقده مرة أخرى #عبير_رضا
"لا أحد يعلم مدى صعوبة أن تكون الجانب القوي في حياة من حولك، أنت من يدفعهم للمقاومة، يساعدهم على إيجاد الطريق، وتنتهي هنا، عند هذا الحد.. فلم يلاحظ أحد مدى فوضويتك، إلى أي عمقٍ أنت غارق، أنك تركض مشوشًا نحو جميع الاتجاهات باحثًا عن لافتة، إشارة.. تخبرك من أنت، وأي طريق تختار الآن."
كأنك وحيد، وليس بصورة كُليّة. دون شخصٍ واحد يمكن أن تهمس بأذنه سرّك، لكن لا يمكنك الاعتراف بالأمرِ علانيةً كي لا يغضب منك مَن حولك. تقف بينهم في المنتصف، لا تقترب بقدميك من دائرة معينة، وحين أردتَ أن يكون لك شخصًا واحدًا تناديه باسمك، تكتشف فجأة غربتك. أنت لم يخلق الله لك صوتًا تنادي به، وهم لا يفهمون الإشارة.