تستطيع أن تراني من خلال عيني تلك العجوز اللتي تبيع على قارعة الطريق ؛أنفاسي يمكنك شمها في أروقة المستشفيات ،أما صوتي تسمعه في صرخات المعتقلين ، أعدك ستجدني دائما حيث يوجد البؤساء .
كان ينوي إخراجي من هذه الظلمات اللتي أعيش بها ، كان يحاول أن يجدني في الوقت اللذي أضعت فيه نفسي ؛ لكن اللذي حدث هو أنه أصبح يعيش في ظلمات مشابهة للتي أعيش بها وأضاع نفسه مثلي ،هذا يكفي لإثبات أنني على صواب فالحقيقة دائماً تنتصر والحقيقة هُنا على هيئة ،إنطفاء ،ضياع وتأرجح بين الشك واليقين .
الحزن والحنين والعتاب عندما يراودون شخصاً شديد الاعتزاز بنفسه وبكبريائه فهو لن يظهرهم أبدا بل سيبتلعهم ويعيدهم إلى جوفه ، شيئاً فشيئاً ومع مرور الأيام سيتراكمون بداخله وينتشرون كسرطان خبيث بمراحله المتطوره ولا يمكن إستئصاله.
الحزن يكون أعظم عندما يكون سببه فرد من عائلتك ،لأنه دائما وأبدا العائلة هي الأقرب إلى قلبك لا حبيب ولا صديق قد يستطيع إيلامك بهذه الطريقة أو حتى قد ينجح في جعلك تكترث له .
أحد المقدمين على الإنتحار ترك ورائه رسالة : أنا لم أقتل نفسي بسبب نقص الإيمان بالله لقد قتلت نفسي بسبب نقص الشعور بالحياة ، أنا فعلت لمرة واحد وأخيرة ما تفعله بي الحياة كل يوم .