ﺄخبــرني بماﺂ تشعـــــر ؟! 🖤
أنظرُ إلى أنَا الآخَر من بعيد، وأُمعن النّظر، أراقُبها تَجلسُ على كرسيّ خشبيّ بقواعدَ حديديّة صدِئة، في إطارِ ساحةٍ يعجّ بالمارّة. ضحكاتٌ رنّانةٌ تُطلق، وصيحاتُ تذمّر، وأصواتُ جموعٍ غير مفهومة، ووحدها السّاكنة. هاتفُها بَين يديها، ومُستندةً على ظهرِ الكرسيّ، عيناها ذَابلتان نَاعستان إذ أذكر أنّنا لم ننَم ليلتها، لم يَغمض لها جِفنٌ بِسببي، كنتُ يقظةً أحدّث عقلها الصّاخب.
شمسُ فبراير المُتقلّبة كمزاجها الحادّ تمامًا، تارةً تتوارى خلفَ الغيمات، وتارةً أخرى تبعثُ بشعاعها الحارق لوَجنتيها. غرابٌ ونعيقُه يرفعُ عينيها عن الهاتف، لطالما رأت فيه سرًا تجهله غيرَ ذاك الشّؤم والتّطير الكاذب. هوَ جميلٌ بشكلٍ غامض.
أبصِرها هادئةً إلى حدٍ مُخيف، كيانُها متماسك وداخلها مُبعثَر، أفكارُها فوضويّة بلا غاية، أجزم إن مرّ عابرٌ سائلاً إيّاها بما هي شَاردة لن تجد إجابة. تُحاول ترتيبَ عشوائيتها في شاشةٍ سوداء ما إن تخرجُ بطيفِ أفكارها وتُلقيه فيها، قطراتُ مطرٍ تتهاوى في بُحيرة.
كانت معركتُنا طويلةً، طويلةٌ إلى الحدّ الذي لم نجد له سدّ نهاية، لم نبحث عن أيّ باب، إذ كانت الأبواب تُوصَد من كل زاويةٍ وثَنيّة، وأرجّح أنها نسَت روحها وراء أحد الأبواب. لكنّها انتصرت.
كانَ انتصارها جليلاً مهيبًا يهزّ العقلَ قبل البَدن، أشبهُ بسرابٍ بعيدٍ تُوقن أنّه مجرّد هذيان وتُواصل المَسير إليه. انتصَرت ولم يكُن كافيًا لها على ما يبدو، اجتاحَ البرودُ وجهَها، وأغتِيلت نظراتها بسهام اللامُبالاة، وكانَ جسدُها ضحيّةَ أفكارٍ وليدة، تتوالدُ دون توقّف. على الرّغم من سُكون سطحها، ووعورةِ جوفِها، إلا أنّها لا تُناسب اللوحة، وعلى الإطار أن يَستثنيها، لا تصلُح هنا، ويليقُ بها إطارها الخاصّ.!! 🖤
شمسُ فبراير المُتقلّبة كمزاجها الحادّ تمامًا، تارةً تتوارى خلفَ الغيمات، وتارةً أخرى تبعثُ بشعاعها الحارق لوَجنتيها. غرابٌ ونعيقُه يرفعُ عينيها عن الهاتف، لطالما رأت فيه سرًا تجهله غيرَ ذاك الشّؤم والتّطير الكاذب. هوَ جميلٌ بشكلٍ غامض.
أبصِرها هادئةً إلى حدٍ مُخيف، كيانُها متماسك وداخلها مُبعثَر، أفكارُها فوضويّة بلا غاية، أجزم إن مرّ عابرٌ سائلاً إيّاها بما هي شَاردة لن تجد إجابة. تُحاول ترتيبَ عشوائيتها في شاشةٍ سوداء ما إن تخرجُ بطيفِ أفكارها وتُلقيه فيها، قطراتُ مطرٍ تتهاوى في بُحيرة.
كانت معركتُنا طويلةً، طويلةٌ إلى الحدّ الذي لم نجد له سدّ نهاية، لم نبحث عن أيّ باب، إذ كانت الأبواب تُوصَد من كل زاويةٍ وثَنيّة، وأرجّح أنها نسَت روحها وراء أحد الأبواب. لكنّها انتصرت.
كانَ انتصارها جليلاً مهيبًا يهزّ العقلَ قبل البَدن، أشبهُ بسرابٍ بعيدٍ تُوقن أنّه مجرّد هذيان وتُواصل المَسير إليه. انتصَرت ولم يكُن كافيًا لها على ما يبدو، اجتاحَ البرودُ وجهَها، وأغتِيلت نظراتها بسهام اللامُبالاة، وكانَ جسدُها ضحيّةَ أفكارٍ وليدة، تتوالدُ دون توقّف. على الرّغم من سُكون سطحها، ووعورةِ جوفِها، إلا أنّها لا تُناسب اللوحة، وعلى الإطار أن يَستثنيها، لا تصلُح هنا، ويليقُ بها إطارها الخاصّ.!! 🖤