"تنجو النّساء حين يتخلّين لأنّ البيت الذي لا يحبّك لا يستحقّك الرّجل الذي يؤذيك لا يستحقّك الثّقافة التي لا تحترمك لا تستحقّك الألم الذي لا يد لك فيه ليس سجنك تنجو النّساء حين لا تصدأ أقدامهنّ وحين يكون خيارهنّ الدائم مغادرة الغرفة."
في عمق الشتاء، وَجدتُ أن بداخلي صيفاً لا يُقهَر نَحنُ بالفعل لا نكتشف كم نَحنُ أقوياء ومَرنين حتى نواجه محناً تملأ عقولنا بالتوتر وقلوبنا بالألم. حينها نكتشف أن بداخلنا جميعاً الشجاعة والقُدرة على التعامل مع أعظم المُنعطفات التي قد تلقيها الحياة في طريقنا.. الأوقات العصيبة تجعلنا بالفعل أقوى.
عزيزي، تعلم أنّي لا أخفي عليك، ذات يوم جلستُ بالقُرب من صديقٍ لي، عليّ أن أصفه بأنه مليئ بالحياة. أخبرته بأني مُتعبة، نظر إلى وجهي و أبدى علامات إستفهام، كيف لهذا الكيان أن يحزن. أخبرته بإني أشتاق لأحدهم مدّ يديه إلي و كأنه يعطيني نفسه، اندهشت، هاتان اليدين ليستا ما أريد بالرغم أنه كان بإمكاني أضع رأسي على كِتفه ليست رغبة منّي بل لثقل حِمل هذا التعب لكنّي نظرتُ جيداً هذا الكِتفُ ليس لي هذا الضلع لم أخلق منه هذا المكان لا يُناسبني هربت، هذا الوجه لا يخصني عزيزي، هذا الصديق قدّم لي يديه، كِتفه، و راحته إلا إنني لا زلتُ أبحث عن كتفك أنت لأتكئ عليه.
يعزّ على المرء أن يُترك في وسط الطّريق، وأن يَسأل لماذا أُفلتت يده، كما تعزّ عليه أيضًا فكرة أنه كان يستحق أن يُحارب من أجله، وأن يُرى بالمثل.. أن يُقدَّر، وأن تبدو الأيام من دونه رماديّة، خانقة، كما الدّخان.
ما زلتُ أُصاب بنوبات حزنٍ مُفاجئة لأنني تذوّقت الفراق أكثر من مرة، غادرت صديقًا أو غادرني، هجرت حبيبًا أو تركني، سرق الموت عزيزًا على غفلة أو راقبته يُغادر حتى رحل. كلّ الفقد مُرّ، كل الفقد في قلبي لا يمرّ؛ أنا وللأسف تعيش العلاقات في صدري وقلبي حتى بعد انتهائها، كلّ شخص رحل من حياتي أخذ برفقتهُ جزءًا من روحي لا يعود مهما حاولت أو بكيت..