مساحة❤️
الرسالة رقم 14
سلامٌ يا مُحْترم
هأنا عُدت لأكتبَ لَك ، كما عَهِدتَني ، مَكلوماً ، مهزوزاً، بكّاءً ،رافعياً يَكتب رسائَلَ أحزانِه التي أفْنَتهُ وما فَنيَتْ ، فواللهِ أنّيَ قد حَسِبتُها قدراً يلازمُني ، لَيسَ لهُ تَبديلٌ ولا تَغيُّرْ ، وما رأيت إلى الآن لطفاً فِيه ، أكتبُ إليكَ والسماء حولي كأنها انطبقت علي على اتساعها ، والأرض كأنها ترفضني ، ووحشةُ ليلي تُعاديني !
عُدتُ لأحدِثَك عما تفرعَ وتشابكَ واختلجَ في صَدري من صَغائِر الشعور وكبائرِهِ ، عما مَلئَ الفؤادَ أسًى وعقلي حيرةً ، عن بَعضِهِ مما استعصى على الفَهمْ ، وعَن إدراكي لحَقيقةِ حتميةِ البُؤس ، بؤسٌ يُلاقيني كلما سَعيتُ باحثاً عن نقيضِهِ ، فقد أفعل وقد لا أفعل !
ستقرأ ما صوَّرتُه في كلماتٍ من لَيلي ومُعتَرَكي ، فحَرر خيالَكَ تأتيكَ صوري ، وتَلَطف ، فلا تزدها وحشةً على وحشة !
هذا أني قد رأيتُ تكرارَ الأقدار كلما مَضيت ، أراها كما عشتها من قَبل ، غير أني لا أملك لها رداً ولا دفعاً ينأى بفؤاديَ عن مآلِها ، وأني قد مَشيتُ على الصِراطِ كما مَشيتُ ألفاً قَبْلَها ، صراطٌ جَحيمُهُ فاق النعيمَ أضعافا ! فمالَ فيها الفؤادُ يريدُ نوراً وضياءً ليَهويَ بعدها حَريقا !
تؤرقني لحظات النعيم التي عشتها تلك ، كيف لسلطان إدمانها أن يحركني كما لم يفعل غيره ، وكيف لها أن تغلّب الوهم في عقلي على المنطق وترجح كفة ريح على كفة قنطار ! ؟
بِتُّ أؤمِنُ أنَّ ما حدثَ كان خارقاً من خَوارِقِ الأمورِ والاحداث ، خارقاً زادَ في لِحافي وسَعدي أميالاً ، فمَدَدْتُ فيهِ رِجلَيَّ وآمالي ، خارقاَ أسقط لي سحابةَ خَيالاتي ، لأنعم فيها واقعاً يعاشُ فيحفر في جُدرانِ القلبِ وثَنايا الوجدان !
وما كانَ لك يا محترم أنْ تُدرِكَ مِن سِرِّ قَلبيَ واعتِلالاتِهِ ومَعانيه إلا ما قد أطْلَقتُهُ لَك ، فالسِرُ جَوهَرُهُ في كِتمانه ، ومعانيه تَفنى في غير أرضِها ، فلَسُتُ مُحَدِثكَ لأشوقك وأُضرِمَ فيكَ لهبَ الفُضول ، إنما أُحدثك لأُبَرِّدَ عن قَلبيَ المحرور قَدر البوَح .
فاغْفِر لنا أذانا والسلام !
+1 answer
Read more
سلامٌ يا مُحْترم
هأنا عُدت لأكتبَ لَك ، كما عَهِدتَني ، مَكلوماً ، مهزوزاً، بكّاءً ،رافعياً يَكتب رسائَلَ أحزانِه التي أفْنَتهُ وما فَنيَتْ ، فواللهِ أنّيَ قد حَسِبتُها قدراً يلازمُني ، لَيسَ لهُ تَبديلٌ ولا تَغيُّرْ ، وما رأيت إلى الآن لطفاً فِيه ، أكتبُ إليكَ والسماء حولي كأنها انطبقت علي على اتساعها ، والأرض كأنها ترفضني ، ووحشةُ ليلي تُعاديني !
عُدتُ لأحدِثَك عما تفرعَ وتشابكَ واختلجَ في صَدري من صَغائِر الشعور وكبائرِهِ ، عما مَلئَ الفؤادَ أسًى وعقلي حيرةً ، عن بَعضِهِ مما استعصى على الفَهمْ ، وعَن إدراكي لحَقيقةِ حتميةِ البُؤس ، بؤسٌ يُلاقيني كلما سَعيتُ باحثاً عن نقيضِهِ ، فقد أفعل وقد لا أفعل !
ستقرأ ما صوَّرتُه في كلماتٍ من لَيلي ومُعتَرَكي ، فحَرر خيالَكَ تأتيكَ صوري ، وتَلَطف ، فلا تزدها وحشةً على وحشة !
هذا أني قد رأيتُ تكرارَ الأقدار كلما مَضيت ، أراها كما عشتها من قَبل ، غير أني لا أملك لها رداً ولا دفعاً ينأى بفؤاديَ عن مآلِها ، وأني قد مَشيتُ على الصِراطِ كما مَشيتُ ألفاً قَبْلَها ، صراطٌ جَحيمُهُ فاق النعيمَ أضعافا ! فمالَ فيها الفؤادُ يريدُ نوراً وضياءً ليَهويَ بعدها حَريقا !
تؤرقني لحظات النعيم التي عشتها تلك ، كيف لسلطان إدمانها أن يحركني كما لم يفعل غيره ، وكيف لها أن تغلّب الوهم في عقلي على المنطق وترجح كفة ريح على كفة قنطار ! ؟
بِتُّ أؤمِنُ أنَّ ما حدثَ كان خارقاً من خَوارِقِ الأمورِ والاحداث ، خارقاً زادَ في لِحافي وسَعدي أميالاً ، فمَدَدْتُ فيهِ رِجلَيَّ وآمالي ، خارقاَ أسقط لي سحابةَ خَيالاتي ، لأنعم فيها واقعاً يعاشُ فيحفر في جُدرانِ القلبِ وثَنايا الوجدان !
وما كانَ لك يا محترم أنْ تُدرِكَ مِن سِرِّ قَلبيَ واعتِلالاتِهِ ومَعانيه إلا ما قد أطْلَقتُهُ لَك ، فالسِرُ جَوهَرُهُ في كِتمانه ، ومعانيه تَفنى في غير أرضِها ، فلَسُتُ مُحَدِثكَ لأشوقك وأُضرِمَ فيكَ لهبَ الفُضول ، إنما أُحدثك لأُبَرِّدَ عن قَلبيَ المحرور قَدر البوَح .
فاغْفِر لنا أذانا والسلام !
