ليس لك خياراً فيما أنت عليه، لم يكن لك خياراً في مَنْ ستكون عائلتك، كيف ستكون ملامحك وتدويرة وجهك؟ ليس لك خياراً في الصوت الذي سيسمعهُ الناس منك، و لا اللغة التي تتحدث بها من صغرك. يرتديك النهار كشمسٍ و يتخلَّص منك الليل بإرغامك على النوم تعباً، و بعد كومة الفروض هذه أصبح لك وجهان وجهٌ بائسٌ الصقيع يرسم له عينان، و وجهٌ أنيق تُقابل بهِ المارَّة الأتعس منك، و الأوفر حظاً، و لكن لا شيء يظهر للعلن غير "صورة إنسان مُكتمل". لم تختر بداية الحكاية و لن تختار نهايتها، ستتوقف عند مُنعطف لم تكن تتوقعه، لكن كُن مؤمناً أنَّك: لن تتكرَّر . Copied
إلى هذا الشخص الذي يجلس الآن في غرفته المظلمه مختبئا خلف شاشة هاتفه المُضيئه هرباً من الليل حتى لا يُذكرُه بأنهُ وحيد .. أعرف بأنك تُصارع النوم في كُل ليله ، و تخسر في كُل ليله ، أعرف أنك الأن رغم فراغك تهرب من الحديث مع البعض ، لكنك تُريد بشده التحدُث لشخص ما .. أعرف بأنك تكره دوماً هذا التوقيت من اليوم ، فبرغم كُرهك لضجيج النهار إلا أنهُ دائماً ما يجعلك تتناسى همومك وألآمك ، يشوش عليها .. أعرف أنك تُعاني من هذا الإحساس الكريه كُل ليله ، فأصبحت لا تهتم بأي يوم نعيش ، و تظل هكذا حتى تُنهك وتنام من التعب .. لن يفهموك يا صديقي ، لن يفهموا لحظات صمتك الطويله ، جلسات مُراجعه و مُحاسبة النفس ، عشرات القرارات المؤلمه التي تُتخذ ليلاً ، لن يفهموا إبتسامتك البلهاء الآن و هي تخترق حاجز الصمت ، لذلك ، كُن قوياً لأجلك ، لا تنتظر مني شيئاً ، فَ الحل بيدك لا بيدي ، أردت فقط أن أُخبرك بأن هُناك من يعرف ما بداخلك.. _ تشارلز ديكنز.